• منذ إغتصابهم للسلطة في يونيو ١٩٨٩م، وحتى إعتصام الموز، مروراً بكل مسيراتهم الكذوبة (المحمية بسلطة البرهان) وإلى يومِنا هذا، حيث تجري محاكماتُهم عن إنقلابهم ذاك، يمكنك أن تصف (الكيزان المتأسلمين) بعبارةٍ واحدة فقط (الكضب والإستعباط والتذاكي العبيط وعدم الخجلة المستهبِلة)..
فهؤلاء كانوا ولا يزالون يفترضون في الشعب السوداني الغباء والعبط وسرعة النسيان والهبالة وخِفة العقل، وهم معذورون في ذلك لا شك، لأنهم إفترضوا بالفعل كل هذه الصفات في السودانيين فحكموهم بها ثلاثين سنة حتى ترسخت هذه الإفتراضات في أذهانهم وكِدنا أن نصدقها نحنُ عن أنفسِنا كذلك !!
• لقد ظللتُ أتابع بعجبٍ متعجب (كضب) الإسلامويين في المحاكمات، ومحاولات تبرُّئِهم العبيطة من تهمة تخطيط وتنفيذ الإنقلاب، من لدُن علي عثمان محمد طه وعلي الحاج ونافع علي نافع ويوسف عبد الفتاح (رامبو) والرائد يونس محمود، وفيصل مدني مختار والطيب سيخة، وغيرهم!!
• كل هؤلاء (الأشاوس الصناديد أخوان البنات) لم يركِز منهم أحد ولم (يتنبّر) فيهم أحدٌ قط، فقد أنكروا (حطباً) (كلهم جميعُهم) أية صلة لهم بالإنقلاب (وبلا خجلة)، وبعضهم قال إنه لم يسمع به إلا مثل بقية الشعب السوداني، وبعضهم كيوسف عبد الفتاح رامبو كاد أن يقول إنني، إبان الإنقلاب، كنتُ متلَّبَّساً بالجنون والعفاريت التي ألقت على لساني في التحقيق معي ما ليس لي به علم ولا أفقه منه شيئاً !!
• حينما أتذكرُ إستفزازات نافع علي نافع وإزدرائه بمعارضيه، وكيف كان يقول إن (أمرهم هذا) قد نالوهُ (بعد خرط القتاد) ومن يريده من المعارضين (فليهز ضراعو) أو (فليلحس كوعو)، ثم أستحضرُ (عنترياته) التي إغتال بها الشهيد د. علي فضل كما شهِد بذلك عليه زميله اللواء إبراهيم نايل إيدام، ثم أرى (أنبراشتَه) في المحاكمة لا أملكُ إلا أن أقول (إنها والله الخِسةُ والنذالة والجُبن المتنزَّل على بشر) !!
• لقد صدق الأستاذ الشهيد محمود محمد طه في هؤلاء حين قال عنهم إنه من الخير للشعب السوداني أن يحكمه هؤلاء المتأسلمون ليعرفهم على حقيقتهم، وها نحن قد رأيناهم على حقيقتهم حُكاماً كانوا كالآلهة واليوم متهمين أصبحوا كالجرذان الذليلة المرعوبة، وما بين المرحلتين رأينا الكذب والتدجيل والنفخ المُتخم (بريح) التدين الكذوب (والفنطزة) الجبانة المخاتِلة..
ويصدق فيهم الأثر السائر:
(يكون في آخرِ الزمان أُمراء ظلَمة، ووزراء فسَقة، وقضاة خوَنة، وفقهاء كذَبَة، فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكونن لهم جابياً ولا عِرِّيفاً ولا شرطياً)..
• ألا فما أكثر ما كان لهم جابياً وعِريفاً وشرطياً، وما يزالون !!