ما دفعني لكتابة هذه السطور بعد ليلة من مباراة الأرجنتين وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم قطر ٢٠٢٢، قراءتي لتعليق في أحد القروبات بأن كرة القدم مسيرة وليست مخيرة وان الجميع بمن فيهم اتحاد اللعبة وبعض اللاعبين المؤثرين والذين يحبون ميسي يريدون اهداءه هذا اللقب الناقص في مسيرته.
يوجد العديد من اللاعبين الذين سجلو أسمائهم في تاريخ المستديرة ولكن يبقى الجدل في من هو الافضل واتفق الناس في تقليص القائمة إلى أربعة أسماء ولكن لا يزال الاختلاف الكبير قائما. تبادل ميسي ورونالدو الكرات الذهبية لأفضل لاعب على مدار العشرين عاما الماضية ولكن كان ينقصهم رفع اهم كأس لقميصهم الوطني على عكس ما فعله بيليه ومارادونا.
بعد مشاهدتي لمباراة الأمس وما فعله ميسي وهو في ال ٣٥ من عمره بأهم المدافعين في البطولة صاحب ال ٢٤ عاما والذي وصل سعره التنافسي بين افضل الاندية في العالم إلى ١١٠ مليون ، سمعت بعض التقارير والتي قد تكون مبالغ فيها إن سعره هبط ٤٠ مليون بعد أن حاول عاجزا عن ايقاف البرغوث الارجنتيني وشاهد الاسيست قبل أن تهتز شباكه بالهدف الذي ضمن للارجنتين التأهل إلى نهائي قطر.
المتابع لميسي يستطيع أن يشاهد التركيز الكبير والحماس والفرحة مع الجمهور بعد كل فوز وروح القيادة للفريق وهذه ليست بطبيعة ميسي وما حصل بعد مباراة هولندا وانفعاله مع المدرب الهولندي المخضرم فان غال وبعض اللاعبين الهولنديين والذي أدى الى انتقاده بشده، أعتقد أن هذه العصبية والخروج عن المعتاد نتيجة لاحساسه بأن آخر احلامه كاد إن ينتهي، ما يفعله ميسي سواء داخل الملعب او خارجه يبين مدى أهمية هذه البطولة له وما يريد أن يكمله بكتابة الخاتمة لمسيرته وكتابة آخر سطر متوجا بآخر لقب يؤهله للقب اسطورة كرة القدم على مر التاريخ بدون منازع حاسما الجدل ومتفوقا على نظرائه بيليه وكريستيانو وبالاخص مواطنه مارادونا والذي طالما كان مفضلا لديهم لجلبه لهم كأس العالم ١٩٨٦ ، كما يرددون في اغنيتهم الشهيرة ضد الجماهير البرازيلية بأن ماردونا افضل من بيليه وان ميسي سيعيد لهم الكأس الى موطنهم بوينس آيرس وسيصبح الافضل.
فعلا انه الساحر ميسي ليس لانه يسحر الناس باستخدام الشعوذة ولكن لانه يلعب بالكرة كما لم يفعل أحدا غيره، وليس لان هنالك مؤامرة تحاك ولكن فقط لان الكرة التي يلعب بها منذ مباراة نصف النهائي والنهائي تسمى الحلم وارادت إن تحقق الحلم لافضل لاعب لامسها، وللمفارقة اسم الكرة التي لعبت في كل الادوار قبل نصف النهائي لبطولة قطر ٢٠٢٢ تسمى الرحلة لذلك اختارت أن تهدي اجمل ختام لافضل رحلة لأسطورة كرة القدم ليونيل ميسي.
١٤ ديسمبر ٢٠٢٢