استعرت العنوان من أغنية الفنان الراحل صاحب الحنجرة الذهبية ابراهيم عوض والتي اعتبرها واحدة من أجمل الاغاني السودانية . المهم هو يقول ( تاني ما تقول انتهينا نحن يادوب أبتدينا) ونحن بالفعل ( يادوب أبتدينا ) ولكن في ماذا أبتدينا ؟؟ .
أبتدينا في فك جسم السودان مسمار مسمار وصامولة صامولة . وعلينا بعد الانتهاء من فك هذا الجسم الذي كان يسمى قديما بالسودان أن نفكر في أعادة تركيبه بشكل جديد وقد لا يأخذ نفس الشكل القديم . ومن يعتبر كلامي ضربا من ضروب الخيال عليه أن يقف معي في هذه الشواهد والمواقف التي مرت على السودان خلال ٤٨ ساعة فقط :-
١) مناوي وكل حكومته الإقليمية غادروا لدولة إريتريا في زيارة رسمية لمناقشة سبل التعاون بين دولة أرتيريا وأقليم دارفور وقبله قام بزيارة جوبا وناقش مع حكومة الجنوب مشاكل الحدود بين دارفور ودولة الجنوب ومناقشة تطوير التجارة بين الطرفين !!!!!!
٢) في شرق السودان الصراع محتدم بين طرفي تنسيقية العموديات المستقلة حول ميناء ابوعمامة المقترح بين مؤيد ورافض وحرب البيانات بين الطرفين والحكومة المركزية في الخرطوم لا تقول شيئا ولا تحرك ساكنا وكأن هذا الميناء المقترح متوقف فقط على القرار الذي يصدر من الأطراف المتصارعة هناك في الشرق و حكومة المركز ليست طرفا في هذا الأمر الخطير والكبير .
٣) تناقلت وسائط التواصل أمس خبر تكوين قوات باسم قوات درع الوطن لحماية وسط السودان وظهرت المجموعات المسلحة وهي على ظهور عربات جديدة وعدد لا يستهان به من المتحركات والسلاح وهم يهتفون ، ولا ننسى أيضا هنا قوات كيان الوطن والتي أيضا تكونت قبل أيام قليلة باسم حماية الوسط والشمال بقيادة الصوارمي !!!.
هذا ما تمكنت من متابعته خلال الساعات القليلة الماضية والتي تؤكد لكل صاحب بصيرة أننا بالفعل بدأنا فعليا في تفكيك السودان وقطعا ما فشلت في متابعته أكبر وأخطر .
فماذا ننتظر أيها السادة والسيدات؟؟ هل ننتظر فولكر وثلاثيته ام ننتظر التسوية ورباعيتها ؟؟ أم ننتظر الصراع السرمدي بين المكون المدني والعسكري ؟؟
لا تضيعوا وقتنا في ( الفارغة) تعالوا نجلس معا وتحت أجندة واحدة لا ثاني لها . بند واحد فقط يجب أن نناقشه وهو كيف ننجح في تفكيك الوطن و ( تشليحه) لاقاليم أو جمهوريات مستقلة .
صدقوني هذا هو الطريق الأقصر لبلوغ ما تتمنوه أيها العسكريون وبعض من المدنيين لمواصلة جلوسكم على كراسي السلطة
وكان الله في عوننا
رمزي المصري