أحتفلت منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو) الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجاري، بمقرها الرئيسي بروما، بأفتتاح أولى فعاليات السنة الدولية للدخن تحت شعار (السنة الدولية للدُخن 2023).
وقالت (الفاو) إن الدخن يشكل حلا مثاليا بالنسبة للبلدان الراغبة في زيادة اكتفائها الذاتي وتقليل اعتمادها على الحبوب المستوردة، حيث ينمو في الأراضي الجافة بأقل قدر من المدخلات وهو قادر على الصمود امام تغيرات المناخ.
وتبلغ المساحة المزروعة بالدخن في السودان حوالي 7 مليون فدان وتتركز في عدد من ولايات السودان وأهمها شمال كردفان. ثم القضارف وكسلا والنيل الأزرق وحلفا الجديدة . وتعاني جميعها من التدني المريع في كمية الأنتاجية أذ تبلغ أقل من نصف طن للفدان. ولا يتجاوز الحجم الكلي للأنتاج 800 ألف طن.
وأثبتت الدراسات ان حبوب الدخن من النباتات القليلة التي ما تزال تحافظ على نقائها الطبيعي وجيناتها الوراثية الأصلية و مراكز وهيئات البحوث الزراعية السودانية تسعى للمحافظة على هذا النقاء.
و تعمل على تحسين وتطوير السلالات المحلية التي اصابها الضعف والضياع خلال فترات الأهمال الطويلة بسبب السياسات الحكومية تجاهه زراعته وبسبب موجات الجفاف التي ضربت مناطق زراعته في غرب. البلاد
وقال الدكتور آدم محمد علي، المنسق القومي لبحوث الدخن بالهيئة القومية للبحوث الزراعية في تصريحات صحفية إن الدراسات والبحوث التي أُجريت على غلال الدخن، بالهيئة القومية للبحوث الزراعية بمدينة ود مدني، أثبتت احتوائه على نسبة عالية من البروتينات والمعادن الصغرى والكبرى وإن تناوله من قبل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن خاصة، يكفيهم جميعًا ويلات سوء التغذية والخمول.
كما أن الدخن يحتوي على نسبة عالية من الألياف ومفيد ضد مشاكل الجهاز الهضمي. ويتميز أيضا بخلوه من مادة الجلوتين الموجودة في القمح التي تسبب حساسية عالية عند تناوله.إضافة إلى كونه مضاد للأكسدة.
وما يميز الدخن بيئياً، أنه مقاوم لنقص الأمطار والجفاف ودرجات الحرارة العالية حيث ينمو في المناطق الجافة والرطبة على حد سواء وينضج مبكرا وكل ذلك يجعله مثاليا في ظروف التغير المناخي والأحتباس الحراري اللذين يعانيهما العالم اليوم.
وأكد ادم أن العودة للدخن تعنى العودة لطعام صحي وغذائي من الدرجة الأولى، واقتصادياً عودة لسلعة نقدية مهمة، إذ يساوي جوال الدخن الواحد ثلاثة أضعاف سعر جوال القمح. ويتيح تحسين بذوره وتقويتها وأكثار تقاويه انتاج كميات كبيرة منه تسمح بالاستهلاك المحلي والتصدير.
وقد تمت العديد من التجارب على الدخن مع مراكز أبحاث التغذية لانتاج وصفات غذائية من البسكويتات والشعيرية والبيتزا والعصائر وقد وجدت استحسانا وإشادة جيدة.