قول الصدق والبشير

“لو ما نجاك الصدق، الكذب ما بحلك” قولة صدق وحكمة قالها الشيخ
فرح ودتكتوك لرجل هارب من الجنود حينما طلب منه أن يخبئه منهم، فأرشده بأن يدخل وسط كومة حشائش كبيرة الحجم بمزرعته ؛ ولما سأله الجنود هل مر بك رجل من هنا، فأخبرهم بأنه وسط هذه الكومة من الحشائش..  فاستخف الجنود بكلامه ولم ينظروا له بعين الاعتبار وغادروا المكان للبحث عن الرجل…  وكان الرجل في تلك اللحظة يرتجف من الخوف لسماعه الحوار بينهم.. ولما شعر بمغادرة الجنود خرج الرجل مذعوراً خائفاً وأخذ يكيل اللوم على الشيخ ود تكتوك.. فقال له قولته الحكيمة المشهورة: ” لو ما نجاك الصدق، الكذب ما بحلك).. فهل يقول قضاة محكمة المعزول البشير له ماقاله ودتكتوك لذلك الرجل ونجاه من القبض عليه.. ليكون عظة له ونشاهد قضاء نزيهاً ؛ لأن ما أثبته البشير على نفسه هو من تصريحات وإدانة قالها على الملأ قبل المحكمة، إضافة لاعترافات أعوانه لا ينجيه كل ذلك من الإدانة..أم أن ما شاهده الشعب السوداني الهمام الحصيف من تمثيلية سمجة رديئة الإخراج في هكذا محاكمة هزلية تنبعث
منها ابتسامات المتهم بدلاً من الحزن على شعب عانى من الغبن والظلم والفساد تذكرنا تماماً بما فعله عرابهم الترابي حينما قال للبشير ” اذهب إلى القصر رئيساً  واذهب أنا إلى السجن حبيساً” لتتم مسرحية الإنقاذ الوهم وتنتهي فاشلة بفشلهم… 
………
عزالدين الجعلي… صحفي