أعادت المباحث الفيدرالية بالخرطوم ظلمة ووحشة بيوت الأشباح سيئة السمعة والصيت التي تشكل تاريخاً أسوداً لنظام المخلوع وجهاز أمنه الذي كان التعدي والتعذيب والقتل واحد من أهم الاسباب التي دفعت الشعب ليثور ضد ذلك النظام الباطش.
وفي عهد ثورة ديسمبر المجيدة كانت هنالك الكثير من مظاهر التعدي على ثوار ثورة ديسمبر المجيدة إن كان في براحات الشارع الثوري ، أوما يتعرض له الشباب من عنف وملاحقات ومطاردات واعتقالات ، واختفاء قسري واقتياد من المنازل بطريقة غير رسمية ، وغيرها من التصرفات التي كان تبدر من قوات الشرطة والاجهزة الأمنية والنظامية والقوات العسكرية و قوات الدعم السريع ، جميعهم كانوا ومازالوا شركاء الجرائم التي ارتكبت في حق الثوار والثورة ، وساهموا بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تكرار سيناريوهات وأد حقوق الانسان ، حتى أصبح الحكم في ظل العهد العسكري ما هو إلا امتداد لحكم المخلوع.
وبالأمس كشف تجمع الأجسام المطلبية ( تام ) ، إنه رصد ثلاثة مقرات في الخرطوم والخرطوم بحري تابعة للمباحث الفيدرالية تُعذب فيها الثوار السلميين
هذا القول عززته أيضا تصريحات عضو اللجنة التنسيقية لمحامي الطوارئ رحاب مبارك سيد أحمد في حديثها لـ(الجريدة) انهم اكتشفوا عدد من البيوت يتم فيها اعتقال الثوار وتعذيبهم من بينها بيت في منطقة الخرطوم 3 ، يقع تحت الارض.
هذه الاخبار تكشف بلا شك الوجه الآخر لقيادات السلطة الانقلابية التي تسمم الفضاء زيفاً ونفاقاً بحديثها عن عملها من أجل تحقيق اهداف الثورة وسعيها الى اقامة دولة مدنية وهي تمارس سلوك الأنظمة الديكتاتورية التي يكون فيها التعدي على حقوق الإنسان واحد من الطرق المؤدية للدخول الي منظمات حقوق الإنسان للإختباء خلف واجهاتها المضيئة.
سلطة انقلابية لم تكف عن ممارساتها الإجرامية كلما امنت العقاب من جريمة سارعت لترتكب بدلها جريمة أخرى، لن يستقيم عندها الحكم إلا بعد ان تسيطر عليها مشاعر الظلم والكُره للمواطن، لتبرهن له ذلك اما تعذيباً او قتلاً مباشراً.
والفريق عبد الفتاح البرهان في مقابلة له مع الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان أداما دينغ الذي طالبه بالتعجيل بالتحقيقات الجارية في الإنتهاكات المرتكبة في أعقاب الانقلاب وإجراء هذه التحقيقات في إطار الامتثال الكامل للقواعد والمعايير الدولية ، اكد له القائد الانقلابي حرص السودان وإلتزامه بقضايا حقوق الإنسان بإعتبارها جزءا أصيلا من عقيدة وعادات وتقاليد الشعب السوداني ، لكن في الحقيقة تخالف سلطات البرهان واجهزته الأمنية وشرطته العقيدة والعادات وتثبت انها ليس لها علاقة بتقاليد المجتمع السوداني وأخلاقه .
وان كانت المباحث الفيدرالية تمارس كل انواع التعذيب ضد المواطنين في معتقلات مظلمة تحت الأرض فلماذا سلبت صلاحيات جهاز الأمن لماذا لم تترك له مهمته، أم أن الصلاحيات تسحب لخديعة الناس فوق سطح الارض وتمارس كل الجرائم تحت الأرض.
فما ترتكبه السلطة الانقلابية من جرائم، لا شك ان حاسبه سيجمع، ليدفع كل مجرم ثمن جرائمه وافعاله، طال زمن البقاء على كراسي السلطة أم قصر .
طيف أخير:
كأنه وطني بحرٌ أرهقتهُ العواصف وممرات السفن، أتدري ما معنى أن يتعب الوطن!!
الجريدة