*منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م أعلنا تحفظنا على اتهام المسلمين بأنهم من نفذوا هذه الجريمة البشعة‘ لكن للأسف ظلت بعض جماعات الغلو والعنف تتبنى مثل هذه الجرائم مدعية بأنها إنما تهدف لإقامة دولة الإسلام والإسلام بريء من فعالها.
*بدأت الحقائق تتكشف كل يوم موضحة حجم التآمر الذي يتم بتخطيط منظم من أعداء الإسلام الذين اخترقوا جماعات الغلو والعنف التي يتهم بعضها بأنها من صنعهم أنفسهم.
*نقول هذا ونحن نرقب بقلق وأسى ازدياد جرائم الإرهاب التي لم يسلم منها المسلمون أنفسهم‘ لكن كل الاتهامات توجه ضد المسلمين قبل أن تتكشف الحقائق .. وإن كنا نشهد أيضاً بازدياد حجم الوعي في العالم ببطلان التعميم المخل في اتهام الإسلام والمسلمين.
*حتى إن سلمنا جدلاً بأن بعض هذه الجرائم يرتكبها بعض المسلمين الغلاة فإنهم ليسوا سوى أقلية محدودة العدد بالنسبة لأعداد المسلمين في العالم وأنهم جماعات معزولة ومرفوضة من غالب المسلمين.
*قلنا أيضاً إن الحرب الاستباقية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية ضد الإرهاب قد ارتكبت جرائم ضد البشر ليست أقل جرماً من الجرائم الإرهابية‘ كما اكتشف العالم أن بعض أسباب هذه الحرب الاستباقية كانت مختلقة ومفبركة وغير حقيقية.
*مازال العالم يدفع ثمن هذه الحرب الاستباقية خاصة في البلاد التي استهدفتها ضمن المخطط المنظم لإضعافها وكسر شوكتها وتعطيل حركة نموها وتقدمها .. دون أن تحقق هذه الحرب أهدافها في القضاء على الإرهاب.
- لذلك نعلن تحفظنا على التحالف الجديد لمكافحة الإرهاب لأننا على يقين تام بأن القضاء على الإرهاب لن يتم بالحروب التي تخرب العمران وتلحق الأضرار والخسائر بالابرياء وتزيد حالات الاحتقان والكراهية والعنف.
إننا من انصار ضرورة تكثيف الجهود نحو إصلاح المنهج التعليمي خاصة المواد المتعلقة بالدين وتنقيتها من الأفكار التكفيرية واسلوب الحشو الروحي بأفكار الغلاة والتكفيريين التي تجعل من شبابنا وشاباتنا قنابل موقوتة بدلاً من تحصينهم بدين الرحمة والسلام والتسامح والتعايش الإيجابي مع الآخرين. - حتى إن سلمنا جدلاً بضرورة الحرب على جماعات الغلو المسلحة فإننا نرى أن تركز الهجمات على مواقعهم الميدانية مع العمل على تجفيف مصادر تمويلهم‘ بالتزامن مع إحياء النهج الإسلامي القويم القائم على الوسطية والاعتدال ونشر السلام والعدل والدفع بالتي هي أحسن للتي هي أقوم في بلادنا وفي كل بلاد العالم.
- السودان ليس بمعزل عن مهددات جماعات الغلو والعنف التي بدأت تتغلغل في بعض المساجد والمنابر الدينية ووسط الشباب في الجامعات والعاهد العليا‘ وهذا يلقي على المسئولين الرسميين والمجتمعيين في مجالات التعليم والتربية والدعوة والإرشاد مسؤولية أكبر للأخذ بزمام المبادرة وسط الصغار والشباب لحمايتهم من الإنجراف في تيارات الغلو والعنف.
*هذا هو السبيل الأقوم كي يعم السلام بلادنا والعالم أجمع من شرور جماعات الغلو والعنف وكراهية الآخر وتكفيره ومحاولة إقصائه بالقوة.