آدم وحواء من عندنا، هذا ما أثبتته دراسات دامت سنوات طويلة أجراها علماء من جامعتي اوكسفورد البريطانية وهارفارد الأمريكية، فقد تمكن الباحثون في معهد بيق داتا Big Data في جامعة اوكسفورد من رسم الخارطة الكاملة للروابط الجينية بين بني البشر، ورسم أكبر شجرة عائلة عرفها التاريخ، وبهذا تمكنوا من تحديد متى وأين عاش أسلاف بني البشر، وتوصلوا إلى أن أقدم السلالات البشرية عاشت في السودان قبل مليون سنة وليس قبل 250 الف او 300 الف سنة كما كانت تشير التقديرات السابقة، وتطلب ذلك استخدام 3,609 تسلسل جيني من 215 تجمع سكاني تعود الى ما بين 1,000 سنة و100,000سنة، وباستخدام تقنيات جديدة وخوارزميات تمكن العلماء من التوصل الى شبكة تتألف من 27 مليون من الأسلاف، ثم الحمض النووي ل66 شخصا عاشوا في السودان الشمالي قبل الف عام، ومن ثم الى النتيجة الحاسمة بأن أرض السودان وتحديدا منطقة كلبنارتي النوبية كانت مهد البشرية، ومنها كانت الهجرات شرقا الى آسيا وشمالاً الى أوربا ومنها الى امريكا الشمالية عبر مضيق بيرينغ الذي يفصل ولاية الاسكا الأمريكية عن شمال روسيا، ويقول بروفسر كندرا سيراك من جامعة هارفارد الأمريكية ادأن ديار النوبة حضنت الجنس البشري لآلاف السنين، وأن الهجرات في كل الاتجاهات انطلقت من هناك .
ولعل هذا الكشف العلمي الحاسم بعض يخرس المتهافتين الذين يدعوّن أن نسبهم يعود لقبائل في الجزيرة العربية، لأن نسل آدم وحواء هاجر من السودان إلى الجزيرة العربية ومنها إلى شرق آسيا وبقية بقاع العالم، ولعل هذا الكشف الذي ظلت وسائل الإعلام العالمية المرموقة تتداوله خلال اليومين الماضيين يجعلنا نتساءل :
كيف لبلد كان مهد البشرية والحضارة أن يكون في ذيل قائمة الدول من حيث العمران والرفاه والسلام، وكيف انتهى به الأمر محكوما بأبي جهل وأبي لهب وحمالي الحطب ولوردات الحرب ؟
شكراً جامعة أوكسفورد فقد أعطيتمونا معلومة تعيننا على البوبار الذي نعشقه، والبكاء على الأطلال الذي ندمنه .