*التحقيق الذي قامت به إيمان كمال الدين بمشاركة مشاعر أحمد في عام مضى تحت عنوان “مبدعون في قبضة التشرد” أعادني للفترة التي عملت فيها باحثاً اجتماعياً بمصلحة السجون التي أجرينا فيها بعض الدراسات والبحوث الميدانية عن التشرد وانحراف الأحداث.
*لسنا في حاجة لتأكيد أهمية إيلاء هذه الشرائح الأكثر حاجة للرعاية الاجتماعية والنفسية والتأهيل المهني والاجتماعي قبل أن يتحولوا إلى كوادر خطيرة في عالم الجريمة والإنحراف.
- أعجبتني الحلقة الثانية”أطفال في قبضة الإهمال” لأنها سلطت الضوء على بعض مشاكل المشردين والأحداث المنحرفين الذين هم إحدى ثمار التشرد والإهمال.
*لا أخفي انحيازي للعمل الصحفي الميداني في كل أنماط التحرير لأنه ينمي القدرات المهنية ويكسب الصحفي معلومات مستقاة من الوقع مباشرة‘ وقد أحسنت إيمان كمال الدين بدخولها في تجربة ميدانية وهي تصر مع مدير جمعية صباح الباحث الاجتماعي خلف الله إسماعيل على زيارة”الراكوبة” التي كان يعيش فيها أحد المشردين.
*الصورة القلمية التي رسمتها عن حالة الناس في هذه الراكوبة وعدم الانتباه لهم وموقف المرأة التي “رطنت” مع المشرد فيما يفهم منه بأنها قست عليه لأنه جاء بـ “هؤلاء الغرباء “إليهم‘ وطلبت منه الخروج معهم من حيث أتوا.. تؤكد جانباً من جوانب الإهمال واللامبلاة التي تتسبب في بعض حالات التشرد.
*إفادة مهمة ثانية وردت في التحقيق أكدت أن من بين أسباب التشرد الحروب والنزاعات المسلحة‘ إضافة للتفكك الأسرى الذي يفقد الأطفال الجو الصحي للحياة السوية في الأسرة.
*وردت إشارات أخرى مهمة مثل حالات إدمان تعاطي “المواد الطيارة”‘ والإفادات المهمة التي جاءت على لسان بعض المهتمين بالعمل الإجتماعي الذين أصبحوا هم في ذاتهم في حاجة لمن يعينهم على أداء رسالتهم كما عبر عن ذلك مدير جمعية صباح.
*إفادة مهمة ثالثة اوردها مدير معهد حقوق الطفل ياسر سليم عندما أوضح أن التشرد ليس جريمة حسب قانون الطفل وأن الجهة الرسمية التي ينبغي أن تستقبله في حالة عدم وجود عائل من الأقربين هي وزارة الرعاية الاجتماعية لإيداعه في إحدى مؤسسات الإصلاح والتقويم والرقابة الاجتماعية‘ لكن للأسف هذا لا يحدث الآن.
*التحقيق الصحفي نبه أولي الامر لمشكلة اجتماعية كبيرة تراجع الاهتمام بها وهي ظاهرة تشرد الصغار الذين يحتضتهم الشارع لتتلقفهم عصابات الإجرام والانحراف وتحولهم إلى عصابات أخطر في المستقبل.