*انه لأمر مؤسف أن يضعف الحس الوطني القومي في بلادنا ويتراجع لدرجة الاستنصار بالقبلية بل بخشوم البيوت اللصيقة الصلة ببعضها كما حدث مرارا وتكرارا مع سبق الإصرار والتعمد . *عندما نقول مع سبق الاصرار والتعمد نعني انه تم نتيجة للسياسات التي غذت وقوت الانتماء للقبيلة على حساب الانتماء الفكري والسياسي الذي إستهدف خاصة في سنوات حكم الانقاذ وظهرت على سطح مجتمعنا تصنيفات عرقية سالبة مثل (عرب وزرقة) التي فاقمت النزاع في دارفور واججته وغذت الحركات الجهوية المسلحه . *انتقلت هذه الروح القبلية السالبة وتفشت في حياتنا العامة وأصبح السؤال عن القبيلة فرض عين للحصول على الأوراق الثبوتية، فلا عجب في ان تظهر مطالب قبلية تطالب بولايات خاصة بها. *نبهنا اكثر من مرة الى خطورة تغذية مثل هذه النعرات القبلية على حساب العمل السياسي العلني للاحزاب ومنظمات المجتمع المدني لكن للاسف خرج المارد القبلي من العباءة القومية واصبح يهدد وحدة البلاد وامنها واستقرارها. *اكدنا اكثر من مرة أهمية تحقيق الاتفاق القومي الذي يفتح الطريق امام الحكم المدني الديمقراطي ، لكن للاسف فان دعاة الحرب وكراهية الاخر ومحاولة اقصائه بالقوة دفعوا السياسي (الاخر) للبحث عن تحالفات اخرى . *اثبتت التجارب العملية فشل الحلول العسكرية وردود فعلها العسكرية ، وأهل السودان لم يعودوا يحتملون النزاعات التي ارهقت كاهلهم الاقتصادي والانساني ، ومن حقهم ان ينعموا بخيرات السلام والاستقرار في وطنهم. *هذا يتطلب المزيد من الانفراج السياسي لتهيئة المناخ الصحي لمشاركة الاخر (السياسي)و(المجتمعي)بجدية وصدق في عملية الإنتقال للحكم المدني الديمقراطي ، وهذا يتطلب إستكمال السلام في الداخل بمشاركة الممانعين وتأجيل التكالب على الوظائف والمناصب ودفع الجهود لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية في تحقيق السلام الشامل العادل وإنجاز برنامج الإسعاف الإقتصلدي وبسط العدالة ومحاكمة المجرمين والقتلة والفاسدين وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين في دولة المواطنة التي تعزز الانتماء للهوية السودانية الجامعة التي عبر عنها الشاعر السوداني الرائع ابراهيم العبادي : جعلي ودنقلاوي وشايقي شن فايداني غير جعلت خلاف خلت اخوي عاداني جعلوا نبأنا يسري للبعيد والداني يكفي النيل ابونا والجنس سوداني