توعدت الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية بإسقاط الاتفاق الاطاري عبر الجماهير، معلنة توقف المشاورات غير الرسمية مع الموقعين عليه.
وقال القيادي في الكتلة الديمقراطية مصطفى طمبور، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع بمنزل رئيس حركة العدل والمساواة إنه إذا استمر الطرف الآخر في المضي قدماً، ستكون خياراتنا مفتوحة ومن بينها تحريك قواعدنا الشعبية لإسقاط الاتفاق الإطاري.
وشدد على امتلاكهم قاعدة جماهيرية كبيرة تؤيد موقفهم الرافض للاتفاق الاطاري.
وفي السياق ذاته غرد مني أركو مناوي قائلاً إن تدشين المرحلة النهائية من الاتفاق الإطاري في وقتٍ يجري الحوار مع المجلس المركزي بتسهيل من المكون العسكري ” إشارة سلبية وإظهار روح أحادية”.
ما زالت الكتلة الديمقراطية المزعومة متمسكة بأن الاقصاء المضروب عليها من قبل قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هو السبب الرئيس لعدم توقيعها على الاتفاق الإطاري ، في حين أنها خططت ودبرت مع العسكريين الإنقلاب وأوهمتهم بأن قوى الحرية والتغيير عديمة الوزن، وأن الأوضاع السياسية ستكون تحت السيطرة ، ولكن بعد فشلها في ترسيخ دعائم الانقلاب وبدأ المكون العسكري في العودة إلى رشده ها هي تتباكى وتنوح وتعيب على الاتفاق الإطاري أنه ثنائي واقصائي ، وكأن الانقلاب كان من أجل الديمقراطية ويوزع (عسل) في قناني تحمل ديباجة (حرية – سلام – عدالة).
إذا كانت المنظومات السياسية المحلية والمجتمع الدولي باركت الاتفاق الاطاري وكان بيان الوساطة الرباعية والترويكا أمس الأول واضحاً ودعا لضرورة الوصول لحل سياسي يحقق الاستقرار في السودان ، لماذا تُوقف العجلة لانتظار الكتلة الديمقراطية حتى تختار ما يتوافق معها ومع مزاجها وكأنها لم تبادر بالجلوس في الاجتماع الأول للآلية الثلاثية.
ولو كانت هناك ذرة حياء للذين يشغلون المناصب التنفيذية في حكومة الانقلاب من الكتلة الديمقراطية لساورهم الاحساس بالدمار الذي حاق بالبلاد نتيجة الانقلاب الذي انقض على الحكم المدني بعدما بدأت ثماره تؤتي أُكلها برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والوعود المتوالية بدعم الاقتصاد السوداني وإعفاءه من الديون التي أثقلت كاهله.
والغريب الآن يراهن القيادي طمبور على الجماهير برغم المعاناة والألم الذي يعاني منه الشعب السوداني بسبب إنقلابهم عن أي شارع يتحدث طمبور هل الشارع بايعه داخل قصر د. جبريل إبراهيم وزير مالية الانقلاب في المنشية الذي لم يبرحه يوماً متجهاً نحو دارفور التي حملته إلى سدة الحكم ، أم هو شارع بقية أعضاء تحالفه الذين لا وجود لمعظمهم في دائرة الفعل السياسي؟.
لو كان الشارع يؤيد جماعة الموز لفعل ذلك بعد الاعلان عن الانقلاب مباشرة ، خاصة وأنهم مهدوا لذلك ووقفوا في منصة (الجندي المجهول) وهم يهتفون (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع) ، ها هي الأيام تدور وليس الشعب وحده هو الذي رفض الانقلاب بل منفذوه بدأوا رحلة العودة إلى صوابهم وإستجابوا لخارطة طريق الحل ومع ذلك يقول طمبور إنهم سيلجأون للشارع … لا مانع (بس بالأدوات الديمقراطية).
الجريدة