لغات الحب.. وما هو معلوم بالفطرة
نورالدين مدني أبوالحسن
- أثار كلام الناس الذي كان بعنوان “سطوة المشاعر الالكترونية” ردود فعل في الداخل ومن الخارج، يبدو أن المشكلة عالمية – وليس كما كنا نظن إنها معضلة سودانية بحتة، من بين المداخلات رسالة وصلتني من أمريكي سوداني طلب مني عدم ذكر اسمه قال أنه استقاها من مؤلفات الدكتور جاري شابمان الذي قال ان للحب لغات وأساليب تختلف من شخص لآخر، حسب وطبيعة الطرف الثاني.
- مؤلفات شابمان بعنوان (لغات الحب الخمسة) قال فيها إن لغة الحب تختلف من شخص لآخر، وهي لصيقة الصلة بدرجة القبول لهذه اللغة من الطرف الثاني، وأن على كل شخص أن يسعى لاكتشاف اللغة المناسبة لنصفه الثاني.
- قال الدكتور شابمان أن اللغات الخمسة للحب هي : لغة التأكيد التي تقوم على الإشادة المباشرة بالزوجة مثل القول: إنتي ممتازة،إنتي رائعة، إنتي جميلة.. “كلامك صاح” و….الخ من تعبيرات الإشادة الإيجابية.
- اللغة الثانية هي لغة الخدمات أي أن يقوم الزوج بتقديم خدمات ملموسة لمساعدتها أو مساعدة الأطفال، واللغة الثالثة هي لغة الهدايا أي أن يقدم لها هدية في المناسبات، خاصة تلك المرتبطة فيها.
- هناك لغة سماها لغة الوقت وهو يقصد قضاء وقت “كيفي”معها لا يقاس بالكم الزمني وإنما بالقدر المناسب من المشاركة الطيبة، اللغة الخامسة في رأي الدكتور شابمان هي لغة اللمس مثل “لمسة حنان” أو “تربيت على الظهر” كناية عن الرضا.
- اما رد الفعل الآخر فقد استمعت اليه من أحد المغتربين الذين غابوا عن الوطن سنوات طويلة، أكد لي صحة (كلام الناس) من سطوة العلاقات الالكترونية، وذكر لي كيف أنه فوجئ بالشباب من الجنسين يجلسون معاً في الحدائق العامة، ولكنهم لا يتحدثوا مع بعضهم البعض، كل فرد منهم مشغول بالهاتف الذي يحمله، ولا يحس بالآخر، أي أن لكل منهم علاقاته الالكترونية التي تعزله عن المحيط الاجتماعي الحقيقي الذي حوله.
- تذكرت حينها مقولة الاستاذ المحاضر الألماني الجنسية الذي كان يقدم لنا محاضرة في المعهدالعالي للصحافة في برلين إبان الدورة التي أمضيتها مع صحفيين من مختلف أرجاء العالم حول إدارة المؤسسات الصحفية، حين قال ذات مرة على هامش المحاضرة أنه وزوجته يمضيان -كل على حدة – معظم وقتهما أمام جهاز الكمبيوتر قبل أن يفترقا الى مواقع عملهما كل في طريق.
- يبدو أننا دخلنا جميعاً في عالم العلاقات الالكترونية .. وأننا نحتاج بصورة عاجلة الى العودة الى أنفسنا وإلى عالمنا الأسري والاجتماعي االمحيط بنا، وقتها قد لا نحتاج الى لغات الدكتور شابمان التي تحدثنا عن ما هو معلوم لدينا بالفطرة.