في الوقت الذي انصرف فيه عسكر الحكومة للصراع حول الاتفاق الإطاري وانشغل فيه المدنيين بحظوظهم في الحكم القادم ، طبيعي جدا أن يغيب وزير المالية جبريل إبراهيم ووزير الزراعة عن أهم ملتقى فكري واكاديمي وعلمي عن فرص التطور ونهوض القطاع الزراعي عبر ورشة نظمتها وزارة المالية الوحدة المركزية للشراكة مع القطاع الخاص والمركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول. حيث جاءت الورشة بعنوان ” عمل الشراكة من أجل ريادة السودان في الأمن الغذائي “. نظمت الورشة اليوم ١٢/ مارس ٢٠٢٣م بفندق كورال ، وقدمت أوراق علمية لكبار العلماء في الاقتصاد الزراعي والزراعة من القطاعين الخاص والعام ورجال الأعمال وممثلين لوزارة المالية وقد اتسمت المناقشات والمداخلات بالصراحة والوضوح بعيدا عن التهريج السياسي. وشكل مشاركة الرأسمالية الوطنية في اللقاء بعدا نوعيا وعمليا أثري الحوار حول تطوير الشركات وكيفية النهوض بالزراعة وزيادة الإنتاج وتحدي تطوير المنتجات الزراعية لمطلوبات الصادر .
قدم د. احمد الشريف كلمة وزارة المالية . ثم قدم الأستاذ /عمار حسن بشير ورقة عن الأمن الغذائي في السودان ، الوضع الراهن السياسات والآليات . وكءلك قدم د. مرتضي كمال ورقة عن دور القطاع الخاص في تطوير الأمن الغذائي والتشبيك مع القطاع الخاص. وأدار البروفيسور مأمون ضوالبيت الجلسة الثانية بكفاءة وخبرات السنين. كما أدار الجلسة الأولى بروفسير الهادي آدم . واختتمت الورشة أعمالها بورقتين الأولى للبروفسير/ محمد محجوب هارون تحت عنوان ” نحو حلول مبدعة للتحديات التي تواجه صغار المزارعين في قطاع السافنا ” واما الورقة الثانية فكانت للمهندس الزراعي/ على احمد دقاش حول مساهمة القطاع الريفي وصغار الملاك في تحقيق الأمن الغذائي..
وكانت جميع أوراق الورشة دسمة وفيها مساهمات ثاقبة وقوية ، بلا شك ستعزز من الرؤية الاستراتيجية لتخطيط واستثمار موارد السودان وامكانياته الطبيعة ، وعيننا على قرارات المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تنظر إلى السودان كواحد من البلدان التي يمكن أن تسهم في معالجة مشكلة نقص الغذاء العالمي في ظل الانفجار السكاني ومحدودية الموارد .
وتعزيزا لهذا التوجه فأن اسرة صحيفة التحرير لالكترونية تحي كل العلماء والمختصين الذين شاركوا في هذه الورثه وقدموا أوراقا قيمة ، وتأمل أن لا تكون حبيسة الادراج ، بل ترى النور تخطيطا وتنفيذا من اجل سودان رائد في التفاعل مع قضايا الإنسانية ومكافحة الجوع والفقر في محيطنا العربي والافريقي والعالمي ….