ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتفجر القتال بيت الجيش والدعم السريع وسط المدنيين وحث على العودة إلى الهدوء، قائلاً إن الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل أصبح كارثياً الآن. وقال مارتن غريفيث منسق المساعدات بالأمم المتحدة، إن القتال أدى إلى توقف كثير من برامج المساعدات.
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، إن القتال الذي اندلع يوم السبت الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 185 وإصابة أكثر من 1800. وأخرج الصراع على السلطة في السودان جهود الانتقال للحكم المدني عن مسارها، كما أثار مخاوف من صراع أوسع.
وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، إلى أن الجانبين لم يبديا أي استعداد للتفاوض. وقال بيرتس في تصريحات للصحافيين عبر رابط فيديو من الخرطوم: “الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعاً بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور”
ودفعت حادثة الاعتداء على البعثة الدبلماسية الامريكية بالخرطوم وزير الخارجية الامريكي توني بلينكن إلى إجراء اتصالين هاتفيين منفصلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم، مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأميركيين أمر غير مقبول.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي باليابان، على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع: «لدينا مخاوف عميقة بشأن الوضع الأمني ككل». وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن حث الطرفين على الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وقال إن مسؤولية «ضمان سلامة ورعاية المدنيين والموظفين الدبلوماسيين وأفراد فرق المساعدات الإنسانية»، تقع على عاتقهما.
من جهته، قال محمد حمدان دقلو إنه ناقش مع بلينكن عبر الهاتف القضايا الملحة، وإن هناك مزيداً من المحادثات.
وأضاف دقلو في تغريدة على له على«تويتر»: سنجري اتصالاً آخر لمواصلة الحوار والعمل يداً بيد من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبنا.
ومن جهة اخري وافق دقلو على هدنة لمدة 24 ساعة لفتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإجلاء الجرحى. وأوضح أن ذلك جاء بعد اتصال مع بلينكن وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار
وأشار قائد قوات الدعم السريع إلى عدم التزام الطرف الآخر (الجيش السوداني) بالهدنة، فيما لا تزال طائراته توجه ضرباتها داخل المناطق المأهولة بالسكان في تجاوز سافر لأسس ومبادئ القانونين الدولي والإنساني، وننتظر رداً من بلينكن لحسم خروقات الطرف الآخر.
ولم يتم الكشف عن مكان وجود دقلو منذ اندلع القتال وكانت قد راجت انباء غير مؤكدة عن مقتله.
واستمر انقطاع الكهرباء والمياه في الخرطوم بسبب العنف، كما تصاعد الدخان في المدينة، وأفاد السكان بسماع دوي الضربات الجوية ونيران المدفعية وإطلاق النار..
ويؤكد كل من طرفي الصراع في السودان إنه حقق انتصارا على الطرف الاخر عبر بيانات عسكرية يصدرونهما، وسط ضربات جوية واشتباكات في العاصمة الخرطوم وحالة غضب شعبي في كل أنحاء البلاد.
وكان الجانبين اتفقا على هدنة إنسانية لمدة 3 ساعات، استمر القتال لليوم الثاني على التوالي رغم وعود التهدئة ويدورالقتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها منذ يوم السبت، هو الأسوأ منذ عقود وينذر بتمزيق السودان بين فصيلين عسكريين تقاسما السلطة خلال فترة انتقالية سياسية صعبة
وقال المكتب الإعلامي للجيش إن البرهان اعلن العفو عن ضباط وجنود قوات الدعم السريع الذين يستسلمون ويسلمون أسلحتهم.
وقال إنه سيتم استيعاب من يفعلون ذلك في الجيش. ووصف البرهان أمس، قوات الدعم السريع، بأنها جماعة متمردة وأمر بحلها. ووصف حميدتي، البرهان، بأنه متطرف يقصف المدنيين من الجو.
ويتخوف مراقبون من أن استمرار العنف أن يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة، وأن يلعب دوراً في التنافس على النفوذ هناك بين روسيا والولايات المتحدة وقوى أخرى في المنطقة تتودد إلى جهات فاعلة مختلفة في السودان.