عندما (غدر) الجنرال البرهان بالشعب السوداني الذي كانت قواه السياسية (المدنية) تتفاوض معه لتسليم السلطة للشعب بعد سقوط البشير، وسحق الشباب المعتصمين في القيادة العامة عشية عيد الفطر، في يونية ٢٠١٩م قال البرهان -وقتها- إنّ الوطن غالي، وإنَّ موتى القيادة هم ثمن حرية الوطن، وإنه سوف لن يرجع لأي تفاوض مع الحرية والتغيير، وإنه سيشكل حكومةً تقود البلاد لإنتخابات..
ولكن (كانت حساباتو غلط مائة بالمائة) إذ (أُجبر) بعد ذلك بواسطة المجتمع الدولي أن يجلس مع الحرية والتغيير للتفاوض، ويوقع معها الوثيقة الدستورية في آغسطس ٢٠١٩م، والتي تمخض عنها حكومتا الدكتور حمدوك الأولى والثانية!!
• وعندما (غدر) للمرة الثانية، بذات الحرية والتغيير في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م، وقام بإنقلابه الغاشم، ووضع رئيس الوزراء تحت الإقامة الجبرية، وكل وزرائه، وقتل بعد ذلك ما لايقل عن ١٥٠ شاباً وشابة ممن يقاومون الإنقلاب وينشدون الحرية والعدالة والديموقراطية، قال إنه لن يجلس للتفاوض معهم مجدداً، وإنه سيشكل حكومةً في غضون (شهر واحد) لتكمل الفترة الإنتقالية المتبقية، وتقود البلاد إلى إنتخابات، ولكن.. (ولأن حساباتو كانت غلط مائة بالمائة) لم يستطع تشكيل حكومة لأكثر من (عام كامل)، ثم أنه (أُجبر) بعد ذلك، بواسطة المجتمع الدولي على الإنخراط، مع ذات الحرية والتغيير، في مفاوضات نتج عنها الإتفاق الإطاري الذي ظلَّ (يبطبط) منه، (وينطط) يمنةً ويسرة، وعندما ضاق الخِناق (الدولي) عليه قام بحركته الإنقلابية الكيزانية الراهنة!!
• ولأن الرجل لا يُحسن الحسابات الصحيحة، فبإنقلابه الكيزاني الراهن والصريح هذا على إنقلابه الكيزاني المستمر المستتر، فهو يعتقد أنه سيتحلل نهائياً مما يسمى بالإتفاق الإطاري، ومن كل شئ إسمه حرية وتغيير، ومن كل شيء إسمه فترة إنتقالية، وأنه سوف يخلو له الحكم ويصفو آخيراً، ويحقق حُلماً قديماً رآهُ له والده الشيخ الورع بأنه سينفرد بحكم السودان !!
• سيتفاجأ البرهان بل (سينخلع) -إذا قُدّر له أن يكسب هذه الحرب الدائرة الآن مع حميدتي- (لصالح الكيزان) أن (بعَّاتيَيْ) الإتفاق الإطاري والمجتمع الدولي ينتظرانه بالباب وهو خارج من مخبئه السري بُغية التلويح لجنوده ليهنئهم بنشوة الإنتصار المدمر الماحق !!
• (وسينخلع) أكثر أن هذه المرة سيكون السودان مدمراً ومختلفاً، وسيكون الإتفاق الإطاري خازوقاً مختلفاً، والموقعون مختلفين، والمجتمع الدولي مختلفاً، (وسينخلع) أكثر وأكثر أن الثابت الوحيد وسط كل هذه الإختلافات المخيفة هو (حساباته الغلط) !!..
اللهم ألطف ببلادنا وهيئ لها أمرَ رُشد ..