أوقفوا حرباً المنتصر فيها خسران

أوقفوا حرباً المنتصر فيها خسران
  • 26 أبريل 2023
  • لا توجد تعليقات

محمد يعقوب جاد الكريم


نشطت بعض الدوائر الإعلامية والمواقع الإسفيرية في الترويج لما ظلً يردد أن قوات الدعم السريع أصبحت قوات متمردة على الدولة ، ومعلوم أن هذه القوات تمً تكوينها بموجب قانون قوات الدعم السريع الذي صادق عليه البرلمان السوداني عام ٢٠١٧م بعد أن تمت إجازته عبر مجلس الوزراء أنذاك ، وبموجب القانون أصبحت قوات الدعم السريع قواةً مسلحة سودانية شأنها كشأن الجيش السوداني تأتمر بأمر رئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ومنذ ذلك التاريخ لاحظ العديد من المراقبين أن هذه القوات تطورت تطوراً سريعاً أشتمل على كافة الجوانب العسكرية القتالية مثل الزيادة المستمرة في أعداد الجنود ، التسليح المثالي ، المدرعات ، ناقلات الجنود المدرعة ، والوسائل اللوجستية التي تمتاز بالسرعة والمناورة ، كل ذلك مسنود بعقيدة قتالية جبارة وثبات غير معهود في المعارك وهذا يترجم إستراتيجية العمل العسكري والقتال التي تنتهجها قوات الدعم السريع و يعكسها شعارهم ( جاهزية ، سرعة ، حسم ) لذلك كان الفرق واضحاً وجلياً على ساحات القتال فى المناطق والولايات التي كانت تدور فيها حرباً شعواء خاصة دارفور حيث أستطاعت قوات الدعم السريع وفى سنين معدودة كسر شوكة الحركات المسلحة هناك وبسط الأمن في ربوع دارفور الشيء الذي مهدٌ لما بعد قيام ثورة ديسمبر التي أسقطت نظام الإنقاذ .
مهدّ ذلك الواقع الذي فرضته قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى إلى دخول الحركات المسلحة في عملية تفاوض مباشرة مع الحكومة الإنتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وتحت رعاية مجلس السيادة الإنتقالي وبإشراف الفريق/ محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والقائد العام لقوات الدعم السريع الذي وقع على الإتفاقية بعد إكتمالها إنابة عن حكومة السودان ، لقد بذلت قوات الدعم السريع في سبيل الوطن أقصى مايمكن أن يبذله الجنود في ساحات القتال شجاعة وإستبسال وثبات وتقدم وسيطرة على مناطق النزاعات ، خاضت مئات المعارك في ولايات دارفور وحدها وكانت دائماً هي التي تكسب رهان النصر .
شاركت في معارك متعددة في ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة السودانية ورجحت كفة النصر لها ولقواتنا المسلحة.
خارجياً شاركت في التحالف العسكري ( عاصفة الحزم ) منذ بدايتها عام ٢٠١٧م بقيادة المملكة العربية السعودية لدحر تقدم الحوثيين في اليمن هذا فضلاً عن دورها في الجوانب الخدمية والأنسانية التي قدمتها للمواطنين في ولايات السودان المختلفة سوف نتطرق لها لاحقاً.
قوات لديها هذه العقيدة وهذا الولاء الكبير لوطنها وشعبها يصبح وصفها بالمتمردة كالذي يصف نهر النيل العظيم بأنه نهر شحيح العطاء .
قوات تمتلك هذه المميزات ينبغي أن ينظر لها على أنها ثروة أمنية قومية تحافظ بدورها على ثروات البلاد المتعددة والمتنوعة ، إذا إعلان القوات المسلحة السودانية أن قوات الدعم السريع أصبحت قوات متمردة على الدولة في تقديري كان القرار متسرعاً لا يساعد بالتأكيد في حل المشكلة القائمة بل يصب مزيداً من الزيت على النار وربما يؤدي هذا الإعلان لاحقاً إلى أبعد من ذلك وهو تهديد السودان في وحدته وتماسكه وأمنه القومي من خلال إطالة أمد
الإشتباكات التي يتخوف البعض من أنها قد تتحول إلى حرب تشارك فيها أطراف أخرى ، وبطبيعة الحال فإن الاشتباكات التي تدور الأن هي اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية فيما بينها مع الأخذ في الأعتبار أن قوات الدعم السريع هي جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة السودانية بل خرجت من رحمها كما قال السيد/ المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة السودانية السابق ، كما أكد هذه المقولة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان ، و ذهب العديد من المحللين إلى أن هذا الصراع بين الجنرالين هو صراع سياسي كامل الدسم متخذاً القوة العسكرية السودانية مسرحاً للنزال.
اذاً ولطالما أن الأسباب سياسية وهي بالتأكيد كذلك فلابد من حلها بطريقة سياسية ناعمة عن طريق جلوس الطرفين رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ونائبه في طاولة مستديرة ، لأن الإشتباكات المتواصلة لاتجلب إنتصاراً للذات و ليس هنالك منتصر فيها ، بل هنالك خاسر واحد هو الوطن ( السودان ) وهنا نقول إن وحدة البلاد وتماسكها وسلامة شعبها أصبحت الأن مسؤلية الطرفان المتقاتلان من الدرجة الأولى.
إذاً على الجنرالين تقديم الكثير من التنازلات وتجاوز العديد من الهفوات وزلات اللسان ويبقى النظر إلى وحدة الوطن وأمنه ، والذي يتمعن وجوه الناس كل الناس هذه الأيام يستطيع أن يقرأ على وجوههم سؤال واحد فقط هو..أوقفوا القتال..

التعليقات مغلقة.