حذرت مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي والمتحدثة باسم البرنامج في السودان “ليني كينزلي “، من حدوث مجاعة تطال ملايين السودانيين في حال استمر النزاع المسلح بالبلاد.
وأكدت “ليني” في تصريحات صحفية، الجمعة، التزام البرنامج باستئناف عملياته “في أقرب وقت ممكن شريطة توقف القتال.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي( AWP) عن كينزلي قولها : “يلتزم برنامج الأغذية العالمي باستئناف عملياته في أقرب وقت ممكن، لكن يجب أن يتوقف القتال أولاً لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان”.
وأشارت كينزلي إلى أن الوضع في السودان “ازداد سوءاً” عما كان قبل بدء الصراع المسلح، محذرة من ارتفاع “صاروخي” في أسعار المواد الغذائية والوقود في ظل نفاد الأموال والإمدادات الأساسية، وتعطل الأنظمة المصرفية على نحو حال دون إمكانية تلبية المواطنين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الطعام.
وفي السياق، قالت كينزلي، إن برنامج الأغذية العالمي يُقيّم حالياً الوضع الأمني في السودان، ويحدد المواقع الأقل تقلباً “استعداداً لتقديم المساعدات مجدداً”.
إلا أن مسؤولة الاتصال في البرنامج، أعربت عن أسفها عن عدم استئناف العمليات بالكامل في جميع أنحاء السودان، لافتةً إلى أن مكاتب برنامج الأغذية العالمي “تحت خط النار المباشر وسط فوضى في البنية التحتية التشغيلية واللوجستية”، وقالت إن “المستودعات ودور الضيافة والمكاتب تعرضت للنهب في دارفور”.
وذكرت كينزلي أن أحد أكبر مراكز البرنامج اللوجستية في المنطقة في مدينة الأبيض تعرض للقصف، بينما دُمرت طائرة تابعة لخدمات النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة يديرها البرنامج في مطار الخرطوم الدولي، حيث لم يعد من الممكن إصلاحها بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بها.
وأوضحت إن ذلك “أدى إلى تعليق جميع عمليات خدمات النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد”.
وكان الموقع الرسمي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أكد أن 3 من موظفي البرنامج لقوا مصرعهم في تبادل لإطلاق النار، بينما أصيب اثنان آخران بجروح خطيرة عندما تعرض موظفو البرنامج ومكاتبه وسياراته ومعداته ومخزوناته الغذائية لنيران مباشرة.
كما أكد برنامج الأغذية العالمي، حدوث اجتياح ونهب دور الضيافة والمكاتب والمستودعات في نيالا بولاية جنوب دارفور، وفُقد ما يصل إلى 4 آلاف طن متري من الغذاء.
كما أوضحت كينزلي أنه بينما واجه ثلث السودانيين شبح الجوع العام الماضي بسبب الأزمة الاقتصادية، والصراع، والصدمات المناخية، وضعف المحاصيل، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود قبل الصراع المسلح الحالي، فإن التقديرات المبكرة للموسم المقبل (من يونيو إلى سبتمبر) تُشير إلى أن هذه الأرقام ستستمر بالازدياد في ظل الحرب.
وحذرت من أن ملايين آخرين من السودانيين “قد يقعوا تحت طائلة الجوع” ما لم يتوقف القتال الدائر في البلاد، وسط توقعات غير متفائلة للوضع الغذائي في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج في السودان “القضية هي الحصول على الغذاء، وليست نقص الغذاء، فهناك غذاء متاح، ولكن مشكلات الاقتصاد الكلي تجعل من الصعب للغاية على المواطنين تحمل تكلفته. ومع الصراع الحالي، سيزداد الأمر سوءاً وسيرتفع سعر الطعام أكثر مما هو عليه الآن”.
وأضافت “قبل اندلاع الصراع الحالي، كان برنامج الأغذية العالمي في السودان يُكافح من أجل دعم جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، إذ لم يكن تمويل المانحين مواكباً للاحتياجات الإنسانية”.
وأوضحت أنه بينما اضطر البرنامج، العام الماضي، إلى تقديم نصف الحصص الغذائية للاجئين لمدة 6 أشهر بسبب نقص التمويل، فإن عدد الأشخاص الذين تم التخطيط لدعمهم هذا العام انخفض إلى 7.6 مليون شخص من نحو 9 ملايين في العام الماضي، وذلك بسبب توقعات التمويل التي أظهرت انخفاضاً في المساهمات المقدمة للسودان.
وتري مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي، أن الجهود الدولية الحالية لمساعدة السودان غير كافية في ظل ارتفاع حالات الجوع نتيجة الصراع المسلح.
ودعت كينزلي إلى تكثيف الجهود الدولية وزيادة التمويل للحد من انعدام الأمن الغذائي هناك.
بدوره، كان برنامج الأغذية العالمي دعا أيضاً جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وحماية الأصول والمباني التابعة للجهات الإنسانية العاملة في السودان.
كما حثّ جميع الأطراف على وضع حد للقتال والتوصل إلى اتفاق يتيح مواصلة إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية الحيوية.
وفي وقت سابق، الجمعة، قال ممثل المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان أكسيل بيشوب، إن مفوضية اللاجئين تعمل عن كثب مع برنامج الأغذية العالمي لمعرفة سبل توفير الغذاء داخل البلاد، ومع وكالات أممية ومنظمات غير حكومية بشأن كيفية تقديم المساعدات الأساسية الأخرى.
كما حذر بيشوب من أن الوضع الإنساني في دارفور لا يزال “في غاية الخطورة”، معبراً عن مخاوف المفوضية من أن تغذي الأعمال القتالية الحالية التوترات العرقية والطائفية هناك وأن تؤدي لمزيد من موجات النزوح.
وتابع قائلاً: “سوف يكون لذلك تداعيات كارثية على منطقة تواجه أصلاً نزوحاً كبيراً للسكان”.