في اليوم الثالث للهدنة بين الجيش والدعم السريع، والتي لم يلتزم بها كلا الطرفين، بدت أحياء العاصمة السودانية أفضل حالا نسبيًا، مع انخفاض أصوات الرصاص والمدافع والطيران الحربي.
وتدخل الحرب في اسبوعها الثالث وقد خلفت نحو (487) قتيلًا وإصابت أكثر من (3000) شخص من المدنيين، مع تدمير عدد من المنشآت التجارية والمصانع بالخرطوم بحري وجنوب شرق العاصمة.
واتهمت وزارة الخارجية قوات الدعم السريع الأحد في بيان صحفي، بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية في بعض المواقع بالعاصمة الخرطوم. ولم يرد الدعم السريع على هذه الاتهامات.
وتدور المعارك العسكرية خلال فترات متقطعة، ولكنها تنشط خلال الفترات المسائية والساعات الأولى من الصباح، ورغم ذلك بدأ المواطنون في استعادة بعض أنشطتهم اليومية مثل الخروج لشراء الخبز والاحتياجات المنزلية في العديد من أحياء العاصمة – وفق ما ذكره كثير منهم في السيوشال ميديا مع رفع صور وفيديوها لمخابز تعمل في انتاج الرغيف وبعض حركة المواصلات الداخلية في العاصمة بالاضافة الى عودة بعض محطات الوقود للعمل في تقديم الخدمة
أما حركة النزوح فالمحطة المؤقتة الواقعة في شارع الستين شرق العاصمة السودانية، توضح بجلاء كيف أن الطلب على السفر انخفض إلى حد كبير، وانخفضت مثلًا تعرفة السفر إلى ولاية الجزيرة ، من (30) ألف جنيه إلى (5) آلاف للحافلات.
وكانت ولاية الخرطوم أعلنت مساء السبت تمديد العطلة بسبب الاشتباكات المسلحة الى أجل غير مسمى، وسط توقعات بالتمديد لأسبوع إلى حين انحسار حدة القتال.
وقال مصدر أمني لموقع “الترا سدان” إن التقييم الأمني يرى أن الجيش يحرز تقدمًا في استعادة زمام الأمور، وربما خلال أسبوع قد يكون الوضع مختلفًا ما يُمكن مزاولة الأعمال الضرورية في ذلك الوقت إلى حين تهيئة المرافق المدمرة وسط العاصمة السودانية.
وقد الحقت الحرب خسائر فادحة بوسط العاصمة، خاصة السوق العربي الذي يتمركز فيه النشاط التجاري والبنوك والمتاجر الكبيرة.
ولم تنج هذه الاسواق والمتاجر وافرع البنوك من أعمال النهب والسرقة، مثل محلات بيع الهواتف وملحقاتها تعرضت لسرقات ونهب بكسر الأبواب والأقفال.
ويعتبر السوق العربي أكبر سوق لبيع الهواتف النقالة وملحقاتها وإكسسواراتها واجهزة والأجهزة الكهربائية في مجمع “عمارة السلام ونيفاشا”، حيث طالتهما أعمال النهب خلال اندلاع المعارك في هذه المنطقة القريبة نسبيًا من القيادة العامة والقصر الجمهوري.
وقال شاهد عيان يعمل في تجارة الهواتف بالسوق العربي وسط العاصمة السودانية إن النهب والسرقات قد تصل إلى ما يعادل (35) مليون دولار لعشرات التجار الذين أصبحوا بلا نشاط تجاري ولا عمل بسبب الحرب.
بالمقابل أعلنت وزارة الداخلية السبت نشر قوات الاحتياطي المركزي التي لديها تسليح قتالي لحماية الأحياء والأسواق، عقب تصاعد أعمال النهب.
فيما اتهمت قوات الدعم السريع هذه القوات بأنها تتبع لـ”الأمن الشعبي والمجاهدين”، وهي التهم التي نفتها الشرطة، بيان لها إن قوات الاحتياطي المركزي بصفتها فصيل يتبع للشرطة خرجت إلى الميدان يوم أمس لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب، وأكدت أن من يقومون على قيادتها هم ضباط خريجو كلية علوم الشرطة والقانون.