شهدت الخرطوم غارات جوية وقتال شوارع وانفجارات السبت، فيما ما زال ملايين من سكانها ينتظرون تنفيذ التزام الأطراف المتقاتلة بشأن الالتزام بتعهدات إعلان جدة والخاص بالهدنة الانسانية والتي من ضمنها توفير مسارات آمنة لإجلاء المواطنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.
ولم يشر اعلان جدة إلى هدنة لكنه تحدث عن مزيد من المشاورات للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ولاحقا مناقشات موسعة لوقف دائم للأعمال العدائية التي اندلعت قبل شهر أكثر وراح ضحيتها حوالي 550 قتيلا وقرابة خمسة آلاف جريح وأدت إلى نزوح 900 ألف سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة.
وأكد شهود عيان وجود ضربات جوية عنيفة بشكل متزايد و قصف المدفع مستمر في بعض الأحياء.
ويعيش ملايين السودانيين في الخرطوم داخل منازلهم في درجة حرارة خانقة وفي ظل انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء. ويعانون من نقص في الغذاء والنقود والوقود.
وفي السياق يشهد إقليم دارفور، اشتباكات عنيفة أدت وفق الأمم المتحدة، إلى مقتل 450 شخصا حتى الآن.
ولا يقتصر القتال فقط على الجيش والدعم السريع في هذه المعارك، بل هنالك قتال يدور بين قبائل متناحرة وبها مدنيين مسلحين في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
وينزح آلاف الأشخاص يومياً عبر الحدود البرية نحو مصر، بشكل أساسي، كما وصل عشرات الآلاف إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا، وهي دول الجوار السوداني.
ودعت وزارة الخارجية السودانية السبت في بيان المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والهيئة الحكومية للتنمية إلى تقديم مساعدات إنسانية في مواجهة الوضع الإنساني المتردئ الذي تعيشه الخرطوم.
وقال البيان إن الحكومة السودانية تعهدت بتخصيص مطارات بورتسودان ودنقلا ووادي سيدنا العسكري في أمدرمان لتسلم المساعدات القادمة من الخارج عبر الطيران.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى بدء عمليات الإغاثة بسرعة وفي أمان.
ودعا مجددا إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى محادثات لوقف دائم للقتال.
وأصدرت سلطة الطيران المدني أمس قرارا بتمديد إغلاق المجال الجوي حتى 31 مايو الجاري أمام كافة حركة الطيران وإستثنى القرار رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص