أصدر حزب المؤتمر الوطني المحلول بيانا نشره بتاريخ يوم 12 مايو 2023 ، بيّن فيه موقفه الداعم لمفاوضات جدة التي تجمع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، بهدف الوصول لوقف إطلاق النار . جاء بعده تصريح القيادي الإسلامي علي كرتي امس الأول في تغريدة على حسابه بتويتر قال فيها ( إنهم يسلكون طريق السلمية والوسائل المدنية، لتظل هذه البلاد آمنه ومستقرة ، وإننا إن إخترنا أي سلوك آخر لن تكون هناك دولة مستقرة ).
والمؤتمر الوطني عندما خرجت قياداته وعناصره قبل يوم ( ١٥ ابريل ) لم يكن هذا رأيهم ولغة خطابهم بل خرجوا في جميع لقاءاتهم الجماهيرية التي تم اعدادها لهذا الغرض خصيصا خرجوا يلوحون بالحرب يشحذون الهمم لرفع الروح المعنوية لعناصرهم ، كانت كل الخطابات بلغة الجهاد الداعية للمشاركة في الحرب ، وحتى عندما اختار الحزب هذه الشخصيات المبشرة بالحرب اختار الأكثر عنفاً التي لاتعرف إلا شعار ( فلترق كل الدماء ) ، وجاءت إفطاراتهم الرمضانية بطعم الإنتقام ونكهة الحرب خطاب سياسي دموي لاشك فيه وتبعهم إعلامهم (النطيح ) وبدأت صفحاتهم تتحدث عن موعد قريب لإنقلاب عنيف ، وقتها لم يصدر الوطني بياناً واحداً ليحدث فيه الناس عن ضرورة السلم والحوار ، للحيلولة دون وقوعها ، وكيف يحدث وهو كان مشغولا بالتخطيط لها وبكيفية عملية التنفيذ ووقعت الحرب مثلما أرادوا لها تماما ، وحتى إن كان هذا رأي الحزب في الحرب فلماذا لم يصدر هذا البيان في اول يوم حرب مثله والاحزاب التي وضحت موقفها من الحرب واعلنت ذلك بعد اول طلقة !!
فالحزب جاء الآن يتحدث عن ضرورة الحوار بعد شهر كامل ، وهذا ليس له أي تفسير آخر سوى انه اقرار واعتراف واضح بخسارة الخطة ، كما انه تنصل واضح من المسئولية عن الاضرار الكارثية التي لحقت بالبلاد والعباد واحراق المدن وكل ما خلفته الحرب من دمار شامل ، هذا بجانب ان الحزب يريد بعد شهر كامل ان يبعد عن ساحات المحاسبة الداخلية التي سينصبها له الشعب السوداني والملاحقة الخارجية من المجتمع الدولي ، ولكن لا الشعب السوداني غبي ولا المجتمع الدولي (بليد) ، كما أن الخسارة التي لحقت بالوطن والمواطن ستكون مضاعفة للحزب وسمعته سيما إن كان ينوي خوض الانتخابات فالوطني خسر رهانه وأخطأت حساباته العسكرية والسياسية ، واخطر من ذلك انه خسر اجتماعيا خسارة فادحه فالآن الكيزان تلاحقهم الدعوات واللعنات من المواطنين الذين ادركوا ان الأشياء لم تكن هي الأشياء وان اسلوب الخديعة الذي ظل الوطني يمارسه طوال السنين المتعاقبه له في الحكم مارسه الآن في الحرب ، لكن هذه المرة كل شي مختلف لان هذه ستكون نهاية الخدع وآخر الكذبات
والملاحظ في بيان الوطني ان الحزب لم يسم قوات حميدتي بالمليشيات بل خاطبها بقوات الدعم السريع ( تطور مرحلي غريب ) !!
اما حديث كرتي عن ضرورة السلم والحوار فهذا اعتراف قائد بانهزامه هذا ليس انسحاب من المعركة كما وصفه البعض هذا اعلان عن نهاية المؤامرة الكيزانية في الميدان ، على لسان القائد فهل قرأ هذا الحديث الذين قاتلوا مع كرتي بزيهم المدني ودفع بهم الي الموت ، فالرجل يحاول بعد فوات الأوان أن يرفع السبابة والوسطى ويصدح بالسلمية ، ولكن بعد أيه !!
لن ( تنفدوا بجلدكم ) وستلاحقكم العداله والمحاسبة والعقاب فدماء الشعب السوداني على الأسفلت لن تغسلها هذه التغريدات والبيانات وكأن شيئاً لم يكن ، فالأمر ليس بهذه البساطة فالجريمة جريمة منظمة تم التخطيط لها بعناية لذلك الخروج منها لن يكون كالخروج من (حجر العسل) الأمر خطير ومختلف .
طيف أخير :
توقيعان مختلفان لرئيس المجلس الإنقلابي أحدهما في قرار أصدره قبل الحرب والآخر بعدها ، فهل هي سرقة قرار ام سرقة وطن بحاله !!
الجريدة