تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعمت فوضي كارثية ولاية الخرطوم بمدنها الثلاثة تمثلت في انتشار واسع لأعمال السلب والنهب التي تقوم بها أعداد كبيرة من المسلحين والمدنيين لتزداد الحياة بؤسا على سكان العاصمة المحاصرين بسبب القتال المحتدم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على عدة مواقع من العاصمة يشن الجيش عليها غارات جوية متكررة، وسط إختفاء تام للشرطة من الشوارع وأغلت مراكزها وذهبت في اجازة مفتوحة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي.
وعمت الفوضى العارمة الخرطوم، يتهم الجيش قوات الدعم السريع بنهب البنوك وأسواق الذهب والمنازل والسيارات، فيما نفت الأخيرة هذه الاتهامات ونشرت مقاطع فيديو تظهر رجالها وهم يلقون القبض على لصوص. وقالت إن بعض الأشخاص يرتدون زيها وينفذون عمليات سرقة لتشويه سمعتها.
وقال بعض الشهود: إن قوات الدعم السريع تسرق المركبات وتقيم معسكرات في منازل السكان.
وهرب أكثر من 17 ألف نزيل من معتقلي كوبر والهدى، في بداية الحرب، من بينهم أخطر المجرمين وزعماء عصابات التي تعمل في تجارة المخدرات والنهب المسلح في السودان.
الفوضى التي تحبط بسكان العاصمة وعمليات السرقة والسلب تحت تهديد السلاح وانقطاع الماء والكهرباء جعت من العاصمة مدينة تسكنها الاشباح والارواح الشريرة، وسط ارتال من الجثث لقتلي الحرب والتي لم تجد من يواريها الثري.
ودخلت العاصمة مرحلة نفاد الإمدادات الغذائية والنقدية بسبب تعطل الجهاز المصرفي، وشوهدت مجموعات ضخمة تنهب متاجر الهواتف المحمولة والذهب والملابس والبقالات والمنازل التي هجرها اهلها.
وتعرضت المصانع، ومن بينها مطحنة قمح تابعة لمجموعة دال، أكبر تكتل شركات في السودان، للنهب في المنطقة الصناعية الرئيسية بالبلاد، التي تضم مصانع رئيسية لإنتاج المواد الغذائية.
ونشر العديد من سكان الخرطوم منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يطلبون فيها المساعدة في استعادة السيارات المسروقة.
كما استهدف اللصوص مستودعات المساعدات، وقالت منظمة أطباء بلا حدود، وهي إحدى الكيانات القليلة التي ما زالت تقدم مساعدات في الخرطوم: إن مسلحين اقتحموا مستودعاتها في العاصمة يوم الثلاثاء واستولوا على سيارتين مليئتين بالإمدادات
وفي السياق ذكر المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، بأن أكثر من مليون شخص نزحوا حتى الآن بسبب القتال في السودان من بينهم ربع مليون فروا إلى خارج البلاد.