رحبت هيئة شؤون الأنصار باتفاق جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة والولايات المتحدة.
وقالت الأمانة العامة للهيئة في بيان تلقت (التحرير) نسخة منه اليوم الأحد (21 مايو 2023م) مع إنه اتفاق محدود لأجل قصير بهدف حماية المدنيين وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وإخلاء المستشفيات ومواقع الخدمات من الوجود المسلح؛ إلا أنه خطوة إيجابية في ظل الأوضاع الراهنة التي تعطلت فيها مظاهر الحياة بصورة جعلت واقع الحال أقرب إلى الكارثة؛ حيث أزهقت النفوس، وانتهكت الحرمات، واحتلت المنازل، ونهبت ممتلكات الناس، وأُحرقت الأسواق ودمرت المصانع، وتعطلت مؤسسات الخدمات، وانتشرت الحرب إلى بعض الولايات.
وأضافت في ظل هذه الأوضاع فإن أي خطوة تخفف من معاناة المواطنين تجد منا الترحيب.
إلى ذلك شكر البيان دولتي رعاية الاتفاق على اهتمامهم بأمر السودان، وإحساسهم بآلامنا، وحرصهم على إيقاف الحرب في وطننا.
ورأت الهيئة أن تحقيق هذه الخطوة مقاصدها يتطلب :
التزام طرفي الحرب بحماية المدنيين وتحميلهما أي تجاوزات تحدث في مواقع سيطرة كل منهما.
والالتزام بمعاملة الأسرى معاملة كريمة وعدم استغلالهم في دعاية إعلامية وتجريم أي تعامل مسيء لهم على وفق ما ورد في اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى.
فضلا عن أن هنالك حروب في إقليم دارفور راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى وحريق ودمار للمنازل والأسواق، هذه غطت عليها أخبار حرب العاصمة، المطلوب التأكد من شمول وقف إطلاق النار كل مناطق الحروب، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين والمحتاجين.
كما أن هنالك مبادرات وطنية ساهمت في عقد اتفاقيات بين الجيش والدعم السريع في ولايات دارفور وكردفان؛ بمشاركة الادارات الأهلية وولاة الولايات، المطلوب دعمها وتطويرها لتحقيق سلام مستدام.
بالإضافة إلى أن تجارب الماضي أكدت أن الاتفاقيات الثنائية لا تحقق سلاما شاملا؛ المطلوب إشراك أصحاب المصلحة من الكيانات الأهلية والدينية، ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن القوى السياسية؛ لضمان أن يكون السلام شاملا وعادلا، عندما يتطور وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف شامل ودائم.
كذلك لابد من تفعيل لجنة الرقابة المشكلة من طرفي النزاع ودولتي الرعاية ومتابعتها الدقيقة لأي تجاوزات لمعالجتها في حينها وذلك لضمان الالتزام بما اتفق عليه التزاما صارما، مع التأكد من وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين ومنع التلاعب بها أو المتاجرة بها من قبل ضعاف النفوس وتجار الأزمات.
فضلا عن مناشدة جميع السودانيين الدعوة والعمل لإيقاف الحرب، وعدم الاصطفاف مع أو ضد، فاستمرار الحرب خراب ودمار يصيب