*فُجع أهل السودان والعالم أجمع بالمجزرة التي وقعت مع سبق الإصرار والترصد في خواتيم شهر رمضان المبارك في عام٢٠١٩م أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
*أعادت هذه المجزرة ذاكرة العالم للمجزرة التي حدثت في رمضان مضى في ظروف مختلفة لأنها كانت عقب محاولة إنقلابية رغم أن ذلك لايبررها، أما مجزرة القصر فقد وقعت على معتصمين سلمين كانوا قد لجأووا لمقر القيادة التي إدعت أنها إنحازت لهم لكنها غدرت بهم وهم يستعدون لصلاة عيد الفطر أمام مقر القيادة.
*لايمكن تبرير هذه المجزرة المدبرة المفبركة بإبتداع مسرحية “كولومبيا” الهزلية المضحة المبكية مدعية وجود عصابات متفلتة بها كان من الممكن فضها بدلاً من الإعتداء الاثم على المعتصمين السلمين أمام مقر القيادة بكل هذا العنف والحقد.
*لست في حاجة إلى تاكيد إكتمال فصول المؤامرة ضد الثورة الشعبية وتورط بعض قادة المجلس العسكري في تدبيرها وتنفيذها رغم التصريحات المضللة التي ظل يرددها بعض قادته للتشكيك في سلمية الثورة وقيادتها، حتى بعد الإعتراف بها وبدء التفاوض معها، لكنه ظل يفتعل الخلافات والمبررات لتمديد فترة المماطلة والجرجرة غير المجدية قبل أن يتم الإتفاق على قيام سطة تشاركية مدنية عسكرية.
*أثبتت هذه المجزرة غير الإنسانية الجبانة صحة مخاوفنا من ضم قوات الدعم السريع غير النظامية التي صنعها نظام الحكم السابق وإستغلها في الحرب الأهلية خاصة في دارفور وسخرها في حرب أخرى بالوكالة خارج السودان، وبدأت تتقوى حتى على القوات المسلحة وأصبحت متسيدة على المشهد السياسي اللامعقول.
*هذا لايعفي القوات المسلحة وكل القوات النظامية وغير النظامية الأخرى من مسؤوليتها في المشاركة في تنفيذ هذه الجرائم التي أرتكبتها ضد المعتصمين السلمين حتى بعدإعلان المجلس العسكري إنحيازه للإرادة الشعبية.
*هذه المجزرة التي تشكلت لها لجنة تحقيق منذ ذلك العام لم تنجز مهامها حتى الان رغم وقوفها على كثير من التفاصيل واستماعها لكثير من الشهود، وينتظر الشعب السوداني إكتمال التحقيق وتقديم المتهمين في إرتكابها لمحاكمة علنية، كما ينتظر تحقيق مطالبه اللازمة بإعادة هيكلة القوات المسلحة وكل القوات النظامية وفق القانون الخاص بكل قوة حتى لتعود كما كانت في الأساس قوات مهنية ومستقلة وغير مسيسة.
*تقبل الله شهداء النضال السلمي بواسع رحمته وألهم الهم وذويهم وعموم أهل السودان الصبر وحسن العزاء و أكمل فرحتهم بعودة المفقودين واسترداد عافية السودان الديمقراطية والإنسانية حتى يتحقق السلام العادل الشامل في كل ربوع البلاد والحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين في ظل دولة المواطنة والكرامة الإنسانية.