كلمات أربع رددها شباب في قاعة مغلقة، معبرين عن شوقهم إلى حياة مدنية كريمة يشعرون فيها بالأمان، وقد كانت في حالة الاستجابة لندائهم كفيلة بصون عاصمة البلاد، وحماية العباد، إلا أن المتربصين أخرجوها من سياقها، ووجهوا سهامهم إلى من أوجعهم بنقده البناء، انتصارًا للوطن، فدفع ضريبة حب الوطن، والإصرار على كلمة الحق إنابة عن كثيرين، لتقول العدالة كلمتها، فيخرج مرفوع الرأس تحفه الدعوات من كل صوب وحدب.
إنه دكتور الكلمة وجابر الخواطر وأستاذ الدبلوماسية وصائد القلوب الإنسان الرقيق والأب الحنون الدكتور حسين حسن حسين ابن الشمال السودان موطن الحضارات ابن عمارة القرية “النموذج” للتكاتف والتعاضد والمكارم.
وفي الوقت الذي نعيش ونتابع نزيف الجراح وصوت الرصاص وأنين الطائرات ورائحة الموت التي تفوح من خرطوم الجمال الجريحة، وفي ذلك الوقت العصيب من تاريخ السودان زُف إلينا الخبر المنتظر بأنَّ الدكتور حسين حسن حسين حيث ينبغي أن يكون بين أهله وأحبابه في مملكة الخير.
وكان هذا الخبر المفرح عن عودة أبي حسن إلى الفضاء الرحب الذي يألفه ويشبهه بارقة أمل لفرح قادم ووعد أخضر تعود فيه الخرطوم عروس النيل والأم الرؤوم وملاذ المحبين، لنغني “يا الخرطوم ال عندي جمالك جنة رضوان”.
قام أبناء عمارة بالمملكة العربية السعودية أمسية الجمعة الثاني من يونيو 2023م بتكريم مصغر ابتهاجًا وفرحة بسلامة الدكتور حسين حسن حسين تداعى له بعض أبناء السودان بالمملكة العربية السعودية من رواد العمل العام بجميع مكوناتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية والمناطقية. تبادلوا الكلمات العفوية في حب الدكتور حسين معددين مآثره وجليل أعماله وتميزه في العمل الصحفي، وهو ابن السودان الحائز على جائزة الصحافة العربية.
كان الاحتفال استفتاءً شعبيّاً أكد محبة ومكانة المحتفى به بين أبناء الجالية السودانية في الرياض. ورغم ان الاحتفاء كان بسيطًا ومختصرًا، لكنه أبرز محبة أهل عمارة لابنهم حسين، وتمثل هذا الحب في الفيديو التوثيقي الذي ذهب بنا في رحلة رائعة، ولدقائق قليلة، إلى اغلب محطات حياة حياته، مع مداخلات للحضور، الذين عبروا فيها عن محبتهم لهذا الرجل الإنسان
ما قام به أبناء عماره يمثل قمة التقدير والوفاء لأهل العطاء، فابنهم من أبناء السودان البررة الذي قدموا لمنطقتهم ولوطنهم الكثير، وذلك ما دعاني أتساءل في عنوان مقالي: “ماذا بينك وبين الناس”، فكانت الإجابة في ختام المقال أنه العطاء بلا منٍـ ولا أذى، واحترام الناس بمختلف مستوياتهم ومكانتهم، فلتدم أنت أيها الوطن (حسين).. فأنت بحق رجل بقامة وطن.