الأحداث البشعة في تاريخ الشعوب لا تفرض وجودها فجأة أوتنبع من فراغ ، اذ أن أية مقدمات دموية مأساوية تؤدي حتما في أي بلد- والسودان ليس استثناء – إلى نتائج مسلسل بعيدة المدى ، مشابهة وربما أكثر وحشية .
العقلية المتآمرة والمستبدة لا تعرف لغة سوى لغة الدم والقتل وارعاب الناس وارهابهم وقصفهم بالطائرات والمدافع واستباحة بيوتهم وسرقتها وتخريبها وسلب البشر أبسط مقومات العيش الكريم كما هو الحال الآن في السودان وسط جحيم حرب الشوارع والمدن .
من مجزرة قضت على ارواح شباب من الجنسين كانوا معتصمين سلميا في اطار ثورة الشعب على نظام الرئيس المخلوع عمر البشير أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني في ٣ يونيو ٢٠١٩ التي يصادف ذكراها المؤلمة اليوم، إلى جرائم الحرب الحالية في السودان التي انفجرت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ وانتهكت انتهاكات قبيحة حقوق الانسان تبدو طبيعة القوائم المشتركة بين مرتكبي جريمة الأمس وحرائق اليوم وبشاعة مشاهدها ونتائجها .
في ذكرى مجزرة القيادة التي تصادف اليوم اخترت لكم هذا الجزء من حديث طويل الى تلفزيون (بي بي سي ) استمر ساعات وتواصل حتى المساء في قنوات أخرى ،وبصوتي القديم الذي بات جزء من تاريخي المهني .
رأيي في مرتكبي المجزرة بالأمس هو الرأي نفسه المندد بقوة ضد بشاعة الحرب اليوم ومرتكبيها وداعمي استمرارها ، وضد من سفكوا دماء السودانيين وشردوهم داخل السودان وخارجه واقتحموا بيوتهم وسرقوها وارعبوهم وأرهبوهم وسلبوهم أبسط مقومات العيش الكريم .
أرى أن في المجزرة عام ٢٠١٩ المقدمات الدموية لحرب ٢٠٢٣ .
هنا جزء من حديثي المطول الى (بي بي سي )صباح يوم مجزرة ٣ يونيو ٢٠١٩.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0YWuL5VYpbjbU52xfYb2s2njbD6Dz3M22LQFELpA3LQYxvJ3biVpZRfPEUKtRAtesl&id=692808222&mibextid=Nif5oz