تشهد الأزمة السودانية تصاعدًا وتوترًا غير مسبوق، عقب انسحاب الجيش السوداني، من مفاوضات جدة أو تعليق دوره في المناقشات وفق بيانه الرسمي، وسط ترجيحات بعملية نوعية مرتقبة خلال الفترة المقبلة شرع فى التحضير لها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بهدف وضع نهاية لأحلام قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي.
وسط التصعيد بالسلاح والحرب الكلامية بالبيانات المتبادلة بين طرفي الصراع: الجيش السوداني من جهة، وميلشيات قوات الدعم السريع من جهة أخرى، تبقى أسماء القيادات الرقم الصعب في معادلة الأزمة السودانية.
من جانبه، يرى الجنرال عبد الفتاح البرهان، أنه الممثل الشرعي للدولة، في حين يرى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، أنه الأحق بعدما تمكنت ميليشياته من فرض واقع عسكري جديد على الأرض.
تصاعد الأزمة السودانية بين حميدتي والبرهان
الأزمة السودانية، زادت تعقيدًا خلال الأيام الماضية، عقب الاختفاء المفاجئ لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، من المشهد العسكري والسياسي، باستثناء بعض البيانات الصوتية المشكوك في صحتها، هذا الاختفاء أثار الكثير من التكهنات وطرحت سيناريوهات مختلفة حول سبب اختفاء حميدتي، ومصير قوات الدعم السريع، سواء في وجوده أو بعد غيابه.
السيناريو الأول وفق المصادر السودانية، أن محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي، لقي مصرعه في إحدى جولات الاشتباك بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة أنه منذ شهر أبريل الماضي، ترددت أنباء قوية بالداخل السوداني، عن مقتل حميدتي، في قصف بالطيران وانتشرت على مواقع التواصل صورة لتقرير مفبرك نسب لصحيفة الجارديان البريطانية، حول تلك الواقعة، كما تم اختراق المواقع الرسمى لـ قوات الدعم السريع ونشر عليه نعى لقائده محمد حمدان دقلو.
روايات سودانية حول مقتل حميدتي في غارة جوية
والأربعاء الماضي، ترددت رواية جديدة حول مقتل حميدتي، ونفى شقيقه عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، صحة الأمر مؤكدًا أن شقيقه حميدتي بخير وبصحة جيدة.
السيناريو الثاني، يفيد بنقل محمد حمدان دقلو حميدتي، من الأراضي السودانية إلى دول أخرى بالجوار أو الإقليم فاعلة في ملف الأزمة السودانية، بهدف حمايته من محاولة الوصول له وتصفيته، لقناعة الأطراف بانتهاء الأزمة بمجرد إعلان مقتل حميدتي، حيث لم يظهر بديل له على نفس المستوى السياسي الذي اكتسبه من فترة عمله كنائب لرئيس مجلس السيادة السوداني، واستقبل وقد اجتماعات مع المسئولين الغربيين والعرب.
السيناريو الثالث، هو رغبة لدى قوى فاعلة فى الأزمة السودانية، لتجهيز شخصية متعلمة تتزعم الحديث باسم قوات الدعم السريع، ورجحت المصادر تجهيز القوني حمدان موسى دقلو، أحد إخوة محمد حمدان دقلو.
تجهيز القوني دقلو لإدارة الدعم السريع سياسيًّا
وسبب التركيز على شخصية القوني، يرجع لكونه شخصية متعلمة ومطلعًا وجاهزًا للعب دور سياسي كطرف يجيد الحديث مع المسئولين الغربيين على العكس من شقيقه دقلو المعروف عنه عدم حصوله على مؤهلات دراسية ولا يتمتع بالخبرة السياسية.
يدير القوني، عددًا من الشركات المملوكة له ولشقيقه حميدتي، وتسربت وثائق حول ملكيته لشركة تسمى “تريدايف”، ومقرها في الخرطوم 2 نفس مقر شركته الأخرى “جي إس كيه”، وهذه الشركة تقوم بالكثير من الأعمال ضمنها شراء أجهزة الثريا لشركات “آل دقلو” مثل شركة الجنيد للتعدين التي يرأس مجلس إدارتها عبدالرحيم دقلو الذي يقود عمليات الدعم السريع الآن.
المصدر؛ فيتوقيت