- في قروب (الصويدح الغيداق) بمنصّةِ (واتساب) كتب أحد الاعضاء الكرام: حقيقة محتاجين تربية وطنية صحيحة في وطنِ الجمالِ.
- كتبْت مُعلِّقاً: بالفعل نحتاج تربية وطنية. فكيف يكون هنالك أشخاص دمويّون في مثلِ هذا القروب الذي يعني بإبداع كابلي وأمثاله؟ كيف لا تُقبل بالاجماعِ دعوة “لا للحرب” ويقاومها البعض ويسيء لحمَلة مِشعلها؟
وكيف يوزِّع أحد ما في مثل هذا القروب بوست أو مقال يشعّ كراهية لنداء “اوقفوا الحرب” أو صور بشر غارقين في الدماء؟الشاهِد ان الأشخاص “من تلاتين سنة لفوق” يتبادلون اتهامات العمالة ويخوّنون بعضهم البعض، بينما الاجيال “من تلاتين سنة لتحت” صنعت ثورة سلمية وتعمل بسلمية لتحقيق التغيير نحو سودان جديد.
البلد يحتاج تربية وطنية للأجيال التي، للمُفارقة، من المُفترض أنّها حاليّاً تَربّي، ولا ادري كيف نفد من فشلهم واجترار الفشل وإعادة تدويره، صُنّاع الثورة، (شفّاتة وكنداكات) من تلاتين سنة لتحت؟
يبدو أنّ الاجيال الجديدة الرائعة تربّت لوحدها وأخذت أهم أدوات ومحدِّدات تربيتها من (الاسمارت فون) الذي يحملونه في الايادي، وبالنظر لتجاربِ الدول والشعوب الاخرى تحصّنت من ادمان الفشل الذي عاش فيه السودان.
نحتاج لعصفٍ ذهني حول كل ذلك، وقبل ذلك لعلاجٍ نفسي. كل يطرح فكرته وموقِفه ومشروعه واهدافه وما يريد أنْ يصل اليه.
أدعو لذلك وأحذِّر من الجدلِ والمُحاججةِ مع الذين يمشون ورائحة الدم عالقة بأيديهم التي يكتبون بها، وفي ألسنتهم التي يتحدثون بها، وبعقولهم التي يفكرون بها، وفي انفاس زفيرهم، وتمسِك رائحة الدم بأنْفُسهم المريضة التي تريد للبلاد أنْ تكون غارِقة في التخلُّف والجهل والحروب، ولشعبها التشتُّت والنزوح واللجوء لكل أركان الدنيا كما فعلوا خلال ثلاثين عاماً وكل السُلطة بأيدي مَن ساموا الشعب العذاب، وأشاعوا في البلادِ الخراب.
مَن تتلطّخ يده بالدم بالضغط على الزناد يستطيع أنْ يتوقّف عن سفكِ الدماء، وهؤلاء هُم العسكر المحترفين.. أمّا المؤدلجين الذين يشعلون الحروب، وبالأخص جماعات الاسلام السياسي ومَن يؤيدون الحروب ويؤججونها ويحاججون دُعاة وقفها، فإنّ اسْتِمْرار سيل الدماء يصبح جزءً من حياتهم وعبادتهم وثقافتهم وهوايتهم وعشقهم وحالات الاسترخاء التي يعيشونها ويغرقون فيها وهم يمارسون الحُبّ الذي يشْبِع شبقهم، حُبّ القتل والتدمير والتلذُّذ بكل ذلك، والقاعدة وداعش وبوكو حرام امثلة شاخِصة.. والعياذ بالله.
لا للحربِ.
اوقفوا الحرب.