منذ أن بدأت الحرب في السودان بين اللجنة الأمنية بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو قلنا إنها حرب عدمية لا معنى لها.
قلنا إنها ليست موجهة ضد عدوان خارجي كما إنها ليست للدفاع عن الوطن اوعن عقيدة دينية أو ايديولوجية سياسية بل هل حرب بين منافسين على السلطة التي استولوا عليها بالقوة وانقلبوا على الحكومة الانتقالية.
للأسف فشلت المساعي التي تمت في جدة تحت مظلة المبادرة الأمريكية السعودية التي مازالت تجري محاولات لإنجاحها رغم إعلان( الجيش) تعليق التفاوض من جانبه.
واضح أن اتفاقات الهدنة التي تم التوقيع عليها لم توقف إطلاق النار وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين المتحاربين بخرق الاتفاق، واستمرار القصف المتبادل، وعمليات السلب والنهب، واحتلال المؤسسات والبيوت.
هذه الحرب عطلت العملية السياسية التي تم التوقيع على اتفاقها الإطاري من قادة الطرفين المتحاربين قبل تصاعد الخلاف بينهما، وتسببت أيضاً في تغييب الحراك السياسي المدني السلمي الذي كنا نعول عليه لاسترداد الديمقراطية واستكمال مهام المرحلة الانتقالية.
المؤسف أكثر أن آلاف الأسر اضطرت في ظل الغياب الأمني والمعيشي لهجر بيوتها واللجوء لدول الجوار للخروج من نيران هذه الحرب العبثية.
مع ذلك، فإننا لن نفقد الأمل في تحقيق السلام وإحياء الحراك السياسي المدني السلمي واسترداد الديمقراطية، وتسليم السلطة للمدنيين، ودفع استحقاقات السلام الشامل العادل، وبسط العدالة والإصلاح المؤسسي في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، واستعجال عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية، وتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي، وبناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.