التمييز بين الغث والسمين من الأخبار والصور المتدفقة فيضًا علينّا عن مجريات الحرب، يتطلب إعمالًا جادًا للعقل في آلياته النقدية. وهو عمليةٌ ذهنيةٌ معقدةٌ في حاجةٍ لقدر كافٍ من الطاقةِ والجلدِ والصبر. ولا أظن أنّها متوفرةٌ لأيٍ منّا اليوم.
ولذا فقد، معظمنا، القدرة للتمييز بين الأخبار الصَّحيحة والخاطئة والحقيقية والمزيفة الكاذبة.
اختلط علينا البقر. وما عدنا نميز بين الحابل والنابل.
والتفكير النقدي في جوهره هو أن نفحص ونتفحص ونتمحص ونتشكك ونقارن ونُحلل ونضع علامات استفهام حول كل ما نقرأ ونشاهد، وألا نقبل في اذعان كل ما يصلنا من أخبار وصور ومقاطع فيديو. وقبل كل هذا علينا أن نكون موضوعيين وألا نتحيز. فالتحيز هو قاتل الحقيقة.
في مواجهة الأخبار الزائفة والكاذبة حصنوا انفسكم بالتفكير النقدي. اخضعوا أي خبر وأي صورة وأي مقطع فيديو لتحليل موضوعي ومنطقي ومعرفي. لا تقبلوا مثل هذه المنتجات على علاتها،ولا تُشاركوا في نشرها الا بعد التأكد من صدقها.
ولا تجعلوا من أنفسكم مطية لابواق الدعاية السوداء ولاصحاب الغرض والأجندات المُعلنة والخفية.
ثم تفآلوا
فالليالي المظلمة قصيرة
مثلها مثل حبال الكذب
وأكثروا من الدعاء