لماذا نحن وحدنا بين العالمين نستقبل عيد الأضحى ونتذوقه بطعم البؤس والكآبة والحزن…
ونحن في حالنا المأساوية هذه لمن نشكو ونحكي عن أزماتنا وعذاباتنا وجروحنا المؤلمة؛ حيث تشردت أسر .. وأُزهقت أرواح .. وتدمرت دور حكومية ومنازل مواطنين.. وفُقدت ممتلكات وسُرقت… وحرائر أُنتهكت حرماتها … وأطفال فقدوا الأمل وأمهاتهم وآباءهم … والعالم من حولنا يتفرج .. وبعضهم بلا إنسانية ولا ضمير يزيد نار حربنا اشتعالاً وأواراً وفتنة…
يا الله لمن نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا… وما أصابنا من حرب ليس لنا فيها ذنب ولا قصد ولا مكسب..
فهل نحكي ونشكو كل مأساتنا إلى من كان السبب في وجعنا وآلامنا وسوء أحوالنا وقتل أعز ما عندنا…
وهل نحكي ونشكو عن أزمتنا والحرب التي أهلكتنا إلى المسؤولين الذين على قمة السلطة والوطن ينزف ويتهالك… من المؤسف أنهم في غيهم يعمهون .. فهم لا يسمعون ولا يرون ولا يهمهم إلا أن يحكموا ويتسلطوا … (وحدس ما حدس)!!! وياللعجب والضحك الساخر منهم..
ونستفهم بعجب وحيرة؟! هل هم حقاً يستحقون أن يكونوا مسؤولين وحاكمين لشعب بعزة ووعي شعب السودان ووطن السودان..
شكوانا إلى الله الواحد الأحد مما أذاقونا من الويل والثبور والهلاك..
وتأتي الإجابة الحزينة عن مأساتنا وأزمتنا الكأداء بمجملها في بكاء أطفال الوطن وعويل النساء المحرمين من حياة هنيئة.. والمرضى الذين يشتكون في مستشفيات بائسة… والأسر التي تشردت في كل آفاق الدنيا هاربين في هلع من جحيم وويل الحرب.. والموظفين الذين يتسولون رواتبهم.. والمنازل التي يغطيها الظلام وأولياء الأمور الذين هزمتهم قلة الحيلة عن القيام بواجب أسرهم… وأسوأ وأنكأ من ذلك كله الحرب اللعينة التي هزت الوطن وقضت على اليابس والأخضر والأرواح والممتلكات.. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد كل آلام وجراح هذه الحرب .. هل الوطن كان في حاجة إلى الدعم السريع هذا الذي دمر كل شيء أم أن النظام الذي كان حاكماً في حاجة ماسة إليه؟؟.. يجيب عن هذا السؤال نتاج وحصاد هذه الحرب اللعينة التي تدور في العاصمة وغيرها من المدن منذ أكثر من شهرين والحكومة عاجزة تماماً حتى الآن عن وقفها.. أشعلوها ولم يستطيعوا إطفاء نارها ولهيبها وحصادها وإزالة رمادها والشعب لا ذنب له في ذلك..
… . ….