الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تقع في أقصى غرب السودان، وهي العاصمة التاريخية لسلطنة المساليت التي انضمت للسودان الانجليزي المصري عام 1919 عبر اتفاقية دولية. وهي المركز الإداري والروحي لقبائل المساليت، ومسقط رأس الشاعر محمد مفتاح الفيتوري.
والجنينة، التي تبعد 350 كيلومترًا من الناحية الغربيّة عن مدينة الفاشر، و1200 كيلومتر عن الخرطوم، و27 كيلومتراً عن الحدود التشادية، اسسها السلطان محمد بحر الدين (أندوكا). فبعد الجفاف الحاد الذي ضرب عاصمته التاريخية “دار جير” شرق وادي كجا بين عامي 1902 و1915، أمر السلطان الأهالي في 1913، الانتقال إلى غرب وادي إكجا، حيث منتجعه الخاص (جنينة السلطان). وخلال سنوات اصبحت عاصمة إدارية وروحية لسلطنة المساليت.
تولى السلطان محمد بحر الدين السلطة بعد استشهاد عمه السلطان تاج الدين إسماعيل في التاسع من نوفمبر 1910. وخلده الفيتوري في قصيدة شهيرة.
التركيبة الاجتماعية لولاية غرب دارفور تتكون من مجموعة كبيرة من القبائل تربط بينهم عادات وتقاليد وموروثات مشتركة تراعي مصالح جميع القبائل في نسيج اجتماعي مترابط.
والتكوين القبلي لمدينة الجنينة لا يختلف عن الولاية فاضافة للمساليت، اصحاب الأرض، فهناك البرقو، وقبيلة القمر، الممتدة بمساكنها حتى الحدود مع تشاد، وقبائل الزغاوة والتامة ومسيرية الجبل والإرنقا والكوندي، إلى جانب مكونات من قبائل عربية متنقلة طلبًا للماء والمرعى، ضمنها قبيلة المحاميد وقبيلة “المهرية”، وكلاهما من القبائل الفرعية لقبيلة “الرزيقات”، المعروفة والذائعة الصيت في ولايات دارفور جميعها. وهناك وجود كبير لقبيلة البني هلبة، ابرز القبائل العربية في ولاية غرب دارفور. وبالمدينة تكوينات قبلية أخرى وصلتها من غرب افريقيا.
دخلت إلى غرب دارفور قبائل عربية كثيرة خاصة بعد انلاع الاضطرابات في تشاد المجاورة وهم جميعا من بطون المهرية، رزيقات أبالة، وابرز عشائرهم:
-النوايبة –اولاد جنوب –الشقيرات –اولاد زيت –اولاد تاكو –اولاد مرمي –النجعة، ام جوجو.
وعرب غرب دارفور متضامنون ويشتركون في كل الانشطة تقريبا، وبخاصة النفرات والفزع لانقاذ الذين هم في ورطة، وهم فرسان أهل قتال جيدو التسليح وساندوا حكومة الانقاذ بقوة طوال حروبها في دارفور.
وعلى مدى التاريخ الوسيط والحديث سكنت الجنينة جماعات قبلية وفدت إليها من وسط وشمال السودان منهم الجعليين، الذين استوطنوا الجنينة لعقود طويلة حتى اصبحوا جزءًا أصيلًا من نسيجها الاجتماعي المتنوع.
والسودانيون المهاجرون من الوسط والشمال لعبوا دورا كبيرًا في نهضة المدينة تعليميًا وتجاريًا ودينيًا. ومن اشهر هولاء اسرة علي شمو التي وفدت اليها من المسلمية بالجزيرة، وأسرة السفير الراحل حسن عابدين.
ظلت هذه المكونات المختلفة تتعايش في سلام وتدير شؤونها وفقا لنظام الإدارة الأهلية تحت إمرة قبيلة المساليت، إلا أن فرض قميئو الانقاذ نظام (الامارة) الذي انهى التعايش السلمي وفجر الصراعات بين المكونات الافريقية والمكونات العربية المسنودة من السلطة انحيازًا وسلاحًا.
ربنا يلطف بالسودانيين
لك التحية على المقال نرجو المزيد حول الجنينة