حذر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، من انهيار السودان وتداعياته على المنطقة، ومن محاولات بعض الدول للسيطرة على السودان “واحتلاله”.
وقال عقار، خلال جلسة نقاشية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، إن “انهيار السودان هو انهيار للقرن الإفريقي” لافتًا إلى أنه “إذا انهار السودان في الصباح، فسينهار جنوب السودان في المساء، وكذلك إثيوبيا وغالبية الدول المحيطة، حتى مصر بالرغم من امتلاكها بنية تحتية قوية، لكنها ستتأثر أيضًا”.
وأضاف “ستكون المنطقة ملاذًا آمنًا لتجار المخدرات والأعضاء والعصابات، وكذلك الموانئ الممتدة بطول القرن الإفريقي ستشهد صراعات بين القراصنة”، لكنه أكد أن السودان “مريض سيتعافى، ولن يمت”.
وتابع “متأكدون من أن الجيش السوداني سينتصر في النهاية، لا نعرف متى، ولكنه سينتصر مهما كانت أعداد قوات الدعم السريع”، مشيرًا إلى أن الدعم السريع يحاول كسب معارك، في حين يحارب الجيش لكي ينتصر في المعركة ويحسمها نهائيًّا.
“تدخل أجنبي”
وأوضح أنه “لم يكن هناك خارطة طريق للدولة السودانية بعد ثورة ديسمبر، فقط وثيقة سميت الوثيقة الدستورية، وهي لا وثيقة ولا دستورية لأنها متناقضة، وأدى هذا التناقض في فشل المرحلة الانتقالية، مما أدى إلى تدخل أجنبي من أطراف عديدة في الشأن السوداني”.
وأوضح أن “قوات الدعم السريع أصبحت لها أطماع سياسية واقتصادية وعلاقات دولية بعد أن ساهمت في تغيير نظام عمر البشير، كما أنها بعد رفضها بعد الثورة للاندماج مع الجيش في نطاق زمني قصير، أصبحت تتعامل وكأنها كيان خاص، بينما أصبحت في نظر الجيش قوة غير منصاعة للضوابط العسكرية”.
“لا تحول ديمقراطيًّا بالبندقية”
وقال إن قائد الدعم السريع “ظن أنه يمكن أن يعتلي السلطة في السودان عن طريق تسويق شعارات تكسبه جماهيرية، من بينها “التحول الديمقراطي وتسليم الحكومة للمدنيين”، موضحًا أنه “لا يمكن أن نتحدث عن التحوّل الديمقراطي بالذخيرة وصناديق الأسلحة، فلا يمكن أبدًا تحقيق تغيير ديمقراطي بالبندقية”.
كما تبنت قوات الدعم السريع، وفقًا لعقار، شعار أنها “ضد الحركة الإسلامية، وهو شعار وُضع لا لكسب عاطفة السودانيين فقط، بل دول كثيرة في الجوار لا تحب ولا تريد أن تسمع عن وجود الحركة الإسلامية في السلطة، ولديها مخاوف معلومة للجميع”.
ورأى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أن جميع المبادرات التي تقدمت بها الدول الإقليمية والدولية “فاشلة”، مضيفًا أن “جميع المبادرات هدفها احتلال السودان، وهذا شيء لن يقبله الشعب السوداني، وسيقاوم الشعب هذه المحاولات”، مشيرًا إلى وجود “أطماع خارجية في ثروات السودان”.
وأكد عقار أن السودان يعيش كارثة، إذ وقع دمار كامل في الخرطوم التي أصبحت حوائط سوداء جراء القصف، وقُتل الناس ونُهبت البيوت ودُمّر العديد من المناطق؛ لذلك فإنه يجب إيقاف الحرب نهائيًّا لوقف هذه المأساة، والوصول إلى جيش واحد للدولة.