كشف مواطنون سودانيون للجزيرة مباشر عن صعوبة الأوضاع الإنسانية في منطقة “وداي حلفا” حيث يرغبون في الحصول على تأشيرة لدخول مصر، وذلك بعد فرارهم من الاقتتال الدائر بين الجيش والدعم السريع.
وقالت إحدى النساء إنها فرت من الخرطوم باتجاه منطقة وادي حلفا أملًا في دخول مصر والهروب من جحيم الحرب الدائرة في العاصمة.
وأوضحت المرأة أمام كاميرا الجزيرة مباشر أنها لا تملك المال كي تستأجر منزلًا للبقاء فيه، كما اشتكت من قلة المياه والطعام وعدم امتلاكها وثائق سفر.
وأفادت امرأة أخرى بأنهم فروا من أماكنهم بسبب القصف على منازلهم وبدء عمليات الاغتصاب بحق بناتهن.
وأضافت “جئنا إلى حلفا هربًا من الاغتصاب في مدينة الحلة الجديدة بالخرطوم”، وأشارت إلى أن والدتها مصابة بمرض السرطان ولا تتوفر لديها أي رعاية طبية.
والاثنين الماضي، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالوا إنها لتفريق قوات الأمن السودانية أعدادًا من السودانيين المحتشدين أمام مقر القنصلية المصرية في مدينة وادي حلفا (900 كيلومتر شمال الخرطوم).
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت فرض تأشيرة دخول على السودانيين بهدف “مواجهة أنشطة غير قانونية تشمل تزوير تأشيرات”.
وقال متحدث الخارجية أحمد أبو زيد إن “تلك الإجراءات تستهدف وضع إطار تنظيمي لعملية دخول الإخوة السودانيين لمصر عقب مرور أكثر من 50 يومًا على الأزمة، وليس الغرض منها منع أو الحد من أعداد المواطنين السودانيين الوافدين”.
وكشف أن “مصر استقبلت أكثر من 200 ألف مواطن سوداني منذ اندلاع الأزمة وحتى اليوم، وتُعَد من أكثر دول الجوار استقبالًا للأشقاء السودانيين”.
وفي وقت سابق اليوم، أفاد مراسل الجزيرة مباشر بمقتل 17 شخصًا وإصابة 7 آخرين جراء سقوط قذيفة على منطقة مايو جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم.
كما أفاد شهود عيان بأن قصْف الطيران الحربي استهدف حي اليرموك المأهول بالسكان، وأنه يجري انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، بينما يضغط وسطاء على طرفي الصراع من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق نار جديد.
ومع دخول القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الشهر الثالث، لم يحرز أي من الجانبين تفوقًا واضحًا.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم إن أكثر من 3000 قتيل و6000 مصاب سقطوا منذ تفجّر الصراع في السودان في منتصف إبريل/نيسان الماضي.
وأضاف إبراهيم أن نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 ما زالت تعمل، وأن جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
وقالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في نزوح 2.2 مليون سوداني ومقتل المئات، وزجت بمنطقة دارفور المنكوبة بالحرب إلى “كارثة إنسانية”.
وأمس الجمعة، نبّه الفريق ركن ياسر العطا في كلمة نشرها “الجيش” الناس إلى ضرورة الابتعاد عن المنازل التي “احتلتها” قوات الدعم السريع، وأشار إلى أنه ستتم مهاجمة قوات الدعم السريع في أي مكان.
وأضاف أن الذخيرة هي التي تفصل بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وبدا رافضًا لمحاولات الوساطة.
وفي الجنينة بولاية غرب دارفور، فر أكثر من 270 ألفًا عبر الحدود إلى تشاد، بعد مقتل أكثر من 1000 شخص في هجمات ألقى السكان والولايات المتحدة باللوم فيها على قوات الدعم السريع ومسلحين متحالفين معها.
وفي الخرطوم، تسببت الحرب في حرمان الملايين من الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، واضطر السكان إلى ترشيد الطعام، وأبلغوا عن جرائم نهب مستشرية.
وحتى الآن، لم تفلح سلسلة من إعلانات وقف إطلاق النار في وقف القتال أو تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
المصدر : الجزيرة مباشر