معرض الدوحة الدولي للكتاب ،في نسخته الثانية والثلاثين، كما حاله في النسخ السابقة، هو محفل ثقافي علمي وعالمي ويعد من أحد وأهم الروافد الثقافية في المنطقة الخليجية والعربية، لاكتشاف التنوع الثقافي العالمي ومعرفة ثقافة الآخر الوطنية والنوعية.
يشارك في هذا المعرض ، هذه المرة، نحو خمسمائة دار نشر وطباعة وتوزيع من نحو سبعة وثلاثين دولة تحت شعار [بالقرأة نرتقي] خلال الفترة من الثانية عشر وحتي الواحد والعشرين من يونيو الجاري.
في هذا العرس الثقافي..كان السودان حاضرا في فعالياته بوجود عدد مقدر من دور النشر ،نذكر منها:مكتبة الشريف الأكاديمية، قصاصات للنشر،دار عزة للنشر والتوزيع، دار الريم للنشر والتوزيع،مكتبة دار المناهج
ودار البدوي للطباعة والنشر ومقرها ألمانيا الاتحادية..
لقد حظيت أجنحة هذه المواقع باقبال شديد من رواد المعرض علي اختلاف جنسياتهم ، خاصة الجالية السودانية بالدوحة…فكان تواجدهم مشرفا ومشجعا وجاذبا لبقية الزوار..إقبال يجسد كل المعاني الرفيعة التي يمتاز بها الإنسان السوداني وحبه لوطنه بدون تفرقة او اعتبار للمنطقة او القبيلة او الاتجاه السياسي..كان حبا وطنيا خالصا للسودان..ولا شيى آخر غير السودان.
غير أن جناح [دار بدوي للطباعة والنشر]، في المعرض ، كان أكثر حظا من إقبال الجمهور ، مما يستوجب تسليط الضؤ ، ومعرفة سر هذا الإقبال.
يحتوي الجناح علي نحو مئة عنوان لاصدارات جديدة تم طباعتها علي أحدث التقنيات العلمية في صناعة الكتاب، لكتاب معروفين من شتي الجنسيات العالمية في مجالات الأدب والشعر والرواية والنقد والأبحاث العلمية..بجانب إصدارات خاصة لكتاب سودانيين من داخل السودان وآخرين يعيشون في المنافي وقد وجدوا في الدار ضالتهم لنشر انتاجهم ومعاناتهم الإبداعية.
يذكر أن المدير والمشرف علي الجناح، هو الدكتور محمد بدوي مصطفي، نجل وزير التعليم في فترة الديمقراطية التي اعقبت استقلال السودان،المربي العظيم ،بدوي مصطفي،مؤسس الجامعة الإسلامية ، ومعرب المناهج التعليمية…
الدكتور محمد، هو استاذ جامعي متخصص ، يعيش ويعمل في ألمانيا منذ فترة طويلة..وعضو بارز في برلمان الولاية التي يعيش فيها عن حزب الخضر..وقد أنشأ هذه الدار الثقافية إكراما وتقديرا لمكانة والده حتي تكون منارة ودعما للكتاب الشباب علي اختلاف مشاربهم..
بنشر ابداعاتهم خاصة أبناء وطنه في السودان وخارجه …كذلك من أجل بناء جسور بين الحضارة العربية والحضارة الغربية وتنشط دار البدوي في حركة الترجمة العلمية ،مما يساعد علي توثيق تأريخ وثقافة الشعوب العربية في المحيط الأوروبي والعالمي..وفي سبيل ذلك حرص ، الدكتور محمد!، علي مشاركة الدار في فعاليات هذا المعرض.
ولا نذيع سرا، حينما نقول، بأن هذا الحرص علي المشاركة في المعرض، قد وجدناه عند كل مسئولي دور النشر السودانية الاخري، حرصا منهم بضرورة وجود اسم السودان بارزا ومتميزا في مثل هذه المنتديات الثقافية ذات الأهمية العالمية خاصة في مجالات الفكر والابداع ..لهذا كانت بالفعل مشاركة كل هذه الدور متميزة ومشرفة وذات نكهة وخصوصية محببة من أهل السودان لكل رواد المعرض… والشكر أجزله لإدارة المعرض ممثلة في وزارة الثقافة ولدولة قطر الشقيقة.