اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح اليوم الأربعاء (21 يونيو 2023م)، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حي الفتيحاب ومنطقة المهندسين جنوبي مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم
وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن طائرة حربية تحلق في سماء أحياء شرق النيل، شرقي العاصمة الخرطوم، في حين تحاول المضادات الأرضية التابعة للدعم السريع التصدي لها.
ونقلت رويترز عن شهود عيان أن اشتباكات اندلعت في أجزاء عدة من العاصمة السودانية، اليوم الأربعاء، مع انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بين الفصائل العسكرية المتناحرة.
وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في الساعة السادسة صباحًا (04:00 بتوقيت غرينتش) اندلع قتال في المدن الثلاث التي تُشكل العاصمة الأوسع حول ملتقى النيل، وهي الخرطوم وبحري وأم درمان.
قتال ودمار
ويتقاتل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية) منذ أكثر من شهرين، مما أدى إلى دمار كبير في العاصمة واندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور غربي السودان، راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى.
وقال شهود إن أصوات طائرات الجيش سُمعت في وقت مبكر من يوم الأربعاء فوق أم درمان، وكذلك نيران المضادات الجوية من قوات الدعم السريع ونيران المدفعية من قاعدة في شمال أم درمان والقتال البري في جنوب الخرطوم.
ويُعَد وقف إطلاق النار الأخير الذي انتهى صباح اليوم هو الأحدث من سلسلة اتفاقات هُدَن توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في محادثات جدة.
وكما هو الحال مع وقف إطلاق النار السابق، كانت هناك انتهاكات من كلا الجانبين يلقي فيها كل طرف اللوم على الجانب الآخر في انتهاكها.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، ألقى الفصيلان باللوم كل على الآخر في اندلاع حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع في مجمع دفاعي بوسط الخرطوم، جرت فيه جولات من القتال منذ اندلاع الاشتباكات في 15 إبريل/ نيسان.
ونشر الجيش السوداني صورًا أمس الثلاثاء لحريق كبير بمقر المخابرات في الخرطوم، الذي يقع في المجمع نفسه الذي يضم وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسيًّا.
وقالت السعودية والولايات المتحدة إنه إذا فشل الفصيلان المتحاربان في احترام وقف إطلاق النار، فسوف تفكر في تأجيل محادثات جدة، التي شكك مراقبون بأنها غير فعّالة.
واندلع الصراع في السودان وسط خلافات بشأن خطط مدعومة دوليًّا للانتقال إلى حكم مدني عقب إجراءات اتخذها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وحلّ بموجبها مؤسسات الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، وعُدّت “انقلابًا”، وذلك عام 2021 بعد 4 سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
التهدئة في السودان
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد بحث، أمس الثلاثاء، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) “التهدئة في البلاد ووقف جميع أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي”.
وجاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما وزير الخارجية السعودي مع البرهان، حسب ما جاء في بيانين للخارجية السعودية، قبل ساعات من انتهاء الهدنة الإنسانية لمدة 3 أيام.
وجرى خلال ذلك بحث مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.
وجدد وزير الخارجية “دعوة المملكة إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف جميع أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار إلى السودان وشعبه الشقيق”.
ومنذ 6 مايو/أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروق وتبادل للاتهامات، مما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
ويتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بارتكاب خروق خلال سلسلة هُدَن لم تفلح في إنهاء الاشتباكات المستمرة منذ 15 إبريل الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة غير مسبوقة من النزوح واللجوء.