دعت الأمم المتحدة إلى تحرك فوري، اليوم السبت، لوضع حد لعمليات القتل التي تستهدف أشخاصًا فارين من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي ميليشيات عربية تؤازرها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في بيان له: “نشعر بقلق بالغ من استمرار عمليات القتل العشوائي هذه وندعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لها”.
وتابع البيان: “يجب ضمان ممر آمن للأشخاص الفارين من الجنينة والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المنطقة لاستعادة جثث القتلى”.
وقالت المفوضية العليا انها تلقت هذه المعلومات من خلال مقابلات أجريت مع لاجئين فروا من الجنينة والمنطقة المحيطة بها إلى جمهورية تشاد المجاورة حدود السودان الغربية.
وأفادت معلومات متطابقة أن اثنية قبيلة المساليت مستهدفون بشكل خاص في عمليات القتل.
واشارت المفوضية العليا: إن “من بين 16 شخصًا تمكنا من مقابلتهم حتى الآن، ذكر 14 شخصًا إنهم شهدوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة واستهداف مجموعات من المدنيين على الطريق بين الجنينة والحدود – سواء بإطلاق النار مباشرة على أشخاص أمروا بالاستلقاء على الأرض أو إطلاق النار على مجموعة من الناس”.
وتتعلق الشهادات بجرائم قتل وقعت يومي 15 و16 من الشهر الجاري، وكذلك الأسبوع الماضي.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن 1100 شخص قُتلوا في مدينة الجنينة وحدها.
ولفتت المفوضية بالقول: “نفهم أن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى مستمرة ويصاحبها خطاب كراهية مستمر ضد مجتمع المساليت، بما في ذلك دعوات إلى قتلهم وطردهم من السودان”.
وطلبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من قادة قوات الدعم السريع إلى “الإدانة الفورية والصريحة لقتل الأشخاص الفارين من الجنينة ووقف أعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم العرقي”.
كما طالبت المفوضية بمحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى وقالت إن الجنينة صارت غير صالحة للعيش بعد تدمير مرافق البنية التحتية الأساسية في حين ما زال إيصال المساعدات الإنسانية متعذرًا
وحثت المفوضية إلى المبادرة “على الفور لإنشاء ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين إلى خارج المناطق المتضررة من المعارك”.
ودعت كذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى المبادرة “على الفور لإنشاء ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين إلى خارج المناطق المتضررة من المعارك”.
وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف، الإثنين الماضي بتقديم 1،5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقًا لتقديراتها الميدانية.
وبينما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، شرّدت الحرب المستعرة أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور، بحسب ما قالت الأمم المتّحدة.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتّحدة.