كثيرا ما تتردد كلمة الوطنية، ونسمعها في مناسبات عديدة ومجالات مختلفة، وهي مرتبطة بكل ما يتعلق بالوطن، والولاء له، والانتماء إليه، والإخلاص له، وتغليب مصلحته على المصلحة الخاصة، ومعايشة همومه، واحتياجاته، كما أنه في مجال التعليم فقد استحدثت (في الماضي) مادة سميت بالاسم نفسه (مادة التربية الوطنية) وذلك في المراحل الأولى من التعليم؛ بهدف غرس مبادىء الوطنية في نفوس الطلاب في صغرهم لتصبح جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع وهذا شيء محمود في حد ذاته، بدلا من أن يخرج الطالب من الثوب الحقيقي للوطنية، فيكبر متجرداً من كلمة الوطنية ومفرداتها.
إن الوطنية، بطبيعة الحال كلمة كبيرة في مفهومها، و كبيرة في معانيها، لمن أراد أن يسبر أغوارها، ويعمل على تحقيق أهدافها السامية في أعماله وتعاملاته، وهي ليست مجرد كلمة عابرة نسمعها ونتغنى بها، أو شعاراً يستخدم لوقت الحاجة لنيل ثقة المرؤوسين أو لتحقيق شيء من مآرب (وجاهة) الدنيا، و من ثم الظهور بمظهر النزيه الذي لا يخاف في الحق لومة لائم، بل إنها مجموعة من القيم الايجابية والأحاسيس النبيلة والاخلاق العالية، التي يجب أن تنعكس في جميع تعاملاتنا اليومية.
و للأسف أن هنالك بعض الناس يستخدم مفهوم الوطنية كشعار أو كوسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية، ويستغلها في أعمال تتناقض مع وطنيته، التي يتبجح بها صباح مساء، وما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو وجود بعض الأشخاص، الذين يستغلون هذه الكلمة البريئة أبشع استغلال، ويروجون لها عبر أبواقهم الخاصة، أقبح ترويج مع أن أعمالهم وأفعالهم متناقضة تماما مع أقوالهم.
وعلى النقيض تماماً، هنالك أفراد وجماعات تعمل دائما من منطلق المصلحة العامة، و تضع نصب أعينها مصلحة الجميع ، وتسهم بشكل كامل وفاعل في تحقيق التكامل، و لديها الكثير من الإنجازات، والأعمال التي تشهد بذلك، ولو لا أنني أخشى ألا أذكرهم جميعا بالأسماء، و خوفي من النسيان لذكرتهم جميعاً، ولكني أثق تماما بأن إنجازاتهم الخيرة والمشهودة هي التي تتحدث عن نفسها بنفسها.
والله المستعان.