بعد بداية الحرب بأيام قليلة انعكست الخلافات والإنقسامات داخل الحركة الإسلامية على موقف عدد من الوزراء والمسئولين في المؤسسات السيادية والمهمة وتباينت وجهات نظرهم بين الرافض والداعم للحرب ليس تماهيا مع قوات الدعم السريع ، ولكن لأن وجود تيارين بالحركة احدهما يدير المعركة والآخر إختار له مكان قصيا آمنا ، ولايملك غير الدعاء ، غابت عن المشهد شخصيات مهمة ونأت بنفسها بعيدا بسبب هذا التنافر والتناحر وضح ذلك في موقف وزارة الداخلية ، والادارة العامة للشرطة ، ووزارة الدفاع ، ووزراة الخارجية التي هجر وزيرها على الصادق مكتبه مبكرا
ورأت قيادة المعركة ان وجود على الصادق وذهابه لايضيرها بشي فهو أشبه بغياب وزير العدل وغياب وزير الداخلية عنان ، لأنها كانت تعتقد انها ستحسم الأمر عسكريا وهي ليست بحاجه لتمثيل دبلوماسي او مهام خارجية سيما انها معزولة عن العالم كله إلا القليل ، وبعد معركة الحسم ستعود لترتيب المشهد ومحاسبة الفارين
لكن فشلت الخطة الكيزانية لحسم المعركة عسكرياً وطال امد الحرب ووجدت ادارة المعركة انها تحتاج الي طرق ابواب خارجية للمساعدة فمالك عقار الذي زار روسيا قد لايصلح دائما في ان يكون ممثلا دبلوماسيا في الحكومة لصبغته العسكرية سيما ان الحقيبة الدبلوماسية احيانا تحتوي على اوراق سرية غير مسموح لعقار ان يطلع عليها ولاتطمئن الحركة الاسلامية الا عندما تكون بيد شخص ينتمي ل (البيت الأسود)
لذلك قررت الحكومة المشلولة إعادة وزير الخارجية على الصادق لمنصبه من جديد في مهمة خاصة ليشارك في فعاليات خارجية يمكن أن تفتح لها نافذة ضوء تمنحها الأمل
وبدا الصادق رحلة عمله الخارجية بمشاركته في الإجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو ، وعلى هامش الإجتماع إلتقى بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ، وبحث الطرفان آفاق التعاون المشترك والجهود المبذولة للحد من تأثير القتال الدائر
وايضا ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، ، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التقى مع وزير الخارجية علي الصادق للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سبع سنوات .
هل عاد على الصادق لانعاش العلاقات السودانية دبلوماسيا فجأة في هذا التوقيت تحديدا ، ام ان السلطة الإنقلابية حقا في حاجه الي إنقاذ موقف ، ودعم خارجي من هذه الدول حتى تنتصر في معركتها ضد الدعم السريع وأن الحديث عن المسيرة (بيرقدار- TB2) داخل الأجواء السودانية لم يكن صدفة
وهنا يقفز السؤال الأهم هل فشلت الجهود المبذولة لإقناع روسيا بضرورة التدخل ام أن عقار فشل في مهمته ؟! او أن روسيا رفضت ماطلبته السلطة الانقلابية فإن منحت روسيا الحكومة ضوءاً اخضرا للتعاون العسكري ، فماهي حاجتها في أن تطرق باب إيران بعد أن (بنت عليه العنكبوت) !!
طيف أخير:
لا للحرب…
تزامناً مع هذه التحركات الخارجية للسلطة الإنقلابية تصاعدت بالأمس حدة الخطاب السياسي الأمريكي وقالت امريكا إنها لن تصمت عن مايحدث في السودان ، فهل نقف الآن على إطلالة إسبوع ربما يحدث فيه ما يقلب الطاولة؟ !!
الجريدة