إلى علي المك: أنعي إليك أم درمان

انعم بمثواك
في سماك يا علي
لكني انعي اليك ام درمان
مدينتك الفاضلة

كانت مدينة من تراب
لكنها تناطح السحاب
فغدت مدينة من سراب
تحتلها الذئاب

في عرصاتها تحوم البوم والغربان
حينما خطت علي دروبها قبائل العربان
تنادو من تمبكتو
من ودّاي –
من السودان
تنادو الى امدرمان
الي مدينة الامان
لكنها درست – فلم يعد لها امان
نزلت ساحتها العربان
فارعبوا السكان يا علي
اغتصبوا الحدائق
والحرائر
واشعلوا النيران يا علي

وتلك الشوارع التي اجببتها – يا علي
والبيوت التي كانت تطل عليك من عل
حيشانها انيقة بالفل والقرنفل
غدت وكانها قد حصدت بمنجل

اب روف والهاشماب يا علي
تئن كانها مريضة بالسل اوبالكلي
و(ود درو) لو تدري يا علي
قد سطا عليها لصوص النيجر في الفجر يا علي
وتسلقوا اسوار (الازهري)
و(عبد الله خليل) لم ينجو يا علي فقد اصيب في مقتل
هو الاخر قد ابتلي … بالعربان
يمرحون يقتلون وينهبون
و(قبة المهدي) يا علي – ووووب عليها يا علي
قد لامست هامتها تراب ام درمان
حوش الخيلفة يرثي لحالها
فقد شاهد الاحداث في الزمان والمكان
ايضا ينعي اليك ام درمان يا علي

شوارع المدينة تضج بالغرباء
من (الوادي) الي (الدومة) و(مكي ود عروسة)
حزينة كلها الشوارع يا علي وكلها محروسة
بالدوشكا والكلاشنكوف…..
والسوخوي تطل علينا يا علي من عل
وتهبط الدانات من السماء
في الصباح والمساء

ام درمان يا علي غدت مدينة الاشباح
من الثورات
الى الحارات
الى ام بدات
مغصوبة الضفائر من قبائل الاوباش
النيل يطل من بعيد مترع بالحزن
وتغافلت عنا قبائل الاحباش!!
(ضربوا الطناش)؟
كأننا لم نكن نعينهعم
ونصون ودهم ونرعى عهودهم!

مقابرنا مهجورة و(الجثامين) في الشوارع يا علي
تنهشها الكلاب وتعافها الديدان
ومآذن ام درمان
لفها الصمت يا علي
فمن سيرفع الآذان ولمن يرفع الآذان
من يصلي الفجر في ساحاتها يا علي- من يصلي العيد
هجرها الطير والانسان والحيوان
لقد هاجر السكان يا علي

سامحني يا علي فانا مثقل بالحزن والكآبه
تغلبني الكتابه
فالحروف لم تعد تجري على يدي
وترتاح بين اناملي

فنم في مرقدك الوثير يا علي
عليك سلام الله
وصلاة نبيه عليك والصحابه
وسلام على امدرمان في زمن الكآبة
سلام على امدرمان في زمن الكآبة

مونتريال – كندا
7\7\2023