تم تكريم الطبيب المصري الألماني، محمد حلمي، الذي آوى ودعم أسرة يهودية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، برسم صورته واتخاذها شعارا مؤقتا لمحرك البحث الشهير غوغل.
كلفت شركة غوغل الفنانة “نوا سنير” المقيمة في برلين برسم الصورة، بمناسبة ذكرى ميلاد الدكتور حلمي الـ 122.
يصور الرسم الطبيب وذراعيه مفتوحتين على مصراعيهما، ويظهر “طبيعته المنفتحة”.
ولد الدكتور حلمي في السودان عام 1901 لأب مصري وأم ألمانية، وانتقل لاحقا لدراسة الطب في ألمانيا، حيث ترقى ليصبح رئيسا لقسم المسالك البولية بإحدى مستشفيات برلين.
كما واجه المواطنون غير الآريين التمييز، وفقد الدكتور حلمي منصبه ومُنع من الزواج من خطيبته الألمانية، واعتقله النازيون مرتين في عامي 1939 و 1940.
ومع ذلك، قرر الدكتور حلمي مد يد المساعدة لأسرة أحد مرضاه اليهود – وخاصة فتاة مراهقة تدعى “آنا بوروس”، والتي جعلها تتنكر في إحدى المراحل بغطاء الرأس الذي ترتديه النساء المسلمات، وتمكنت من المغادرة على أنها ابنة شقيقته.
وقالت الفنانة سنير لـ غوغل: “أعتقد أن قضية حلمي قضية مثيرة للاهتمام بشكل خاص، لأنه هو نفسه عانى من الاضطهاد بسبب خلفيته وعرقه، وهذا لم يمنعه من مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس. هذا النوع من الشجاعة والنزاهة أمر فاق استيعابي”.
وبعد انتهاء الحرب، ظلت آنا والدكتور حلمي على اتصال حتى وفاته في برلين عام 1982.
و تم تكريم الطبيب المصري بعد وفاته بجائزة “الصالحين بين الأمم” في عام 2013، من قبل مؤسسة “ياد فاشيم” الإسرائيلية المعنية بالبحث في أحداث الهولوكوست.