ندرك أهمية الايقاد والاتحاد الافريقي كمنظمات يهمها أمر السودان، وساهمت تاريخياً في السلام في السودان وتتأثر مباشرة بما يجري في السودان، كما لديها التزامات تجاه أعضائها وتؤخذ قرارتها بجدية في مجلس الأمن سيما في ظل الانقسام الحالي الذي يشهده مجلس الأمن.
يجب علينا أن ننطلق من ادراك عميق لأهمية الوجه الإفريقي للسودان المتعدد الهويات والتعامل مع ذلك بجدية لاستعادة الوجه الافريقي للسودان من ضمن أوجهه المتعددة لمعالجة الفشل الذي صاحب نظرة الحركة الوطنية منذ نشاة الدولة السودانية الحديثة.
تجري حالياً اتصالات لتوحيد القوى المدنية ودعوتها لحوار وطني في مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا وبمشاركة الايقاد في ٢٥ أغسطس ٢.٢٣، في ظل غياب التحضير الكافي والمشاركة الواسعة لقوى التغيير وقوى ثورة ديسمبر بفعل ظروف الحرب وعوامل أخرى.
هنالك توجه يدعو لتأكيد مشاركة اسلاميي المؤتمر الوطني وواجهاته والقوى المعادية للانتقال الديمقراطي في هذا الحوار، أن ذلك سيعيد تجربة اجتماع فندق سلام روتانا الفاشلة بالخرطوم التي قاطعتها قوى التغيير اضافة إلى ان ذلك سوف يكون مكافاة للمؤتمر الوطني وحلفائه وواجهاته على حربهم في السودان وموقفهم المعادي للايقاد والاتحاد الافريقي ومكافأتهم على عقود من نشاطهم التخريبي ضد الاستقرار في بلدان الايقاد والاتحاد الافريقي.
ان مشاركة الفلول في هذا الحوار لن يؤدي إلى استقرار السودان أو الاقليم وهو انتصار ومكافأة للذين اشعلوا الحرب وعملوا على تخريب الفترة الانتقالية وسعوا لانقلاب ٢٥ أكتوبر وبعد فشله قادوا الحرب.
لعله من المفيد التذكير بأنه قد تم تكليف وزراء خارجية المؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد وإبراهيم غندور وأخرين للعمل على إجراء اتصالات إقليمية ودولية لحجز مقعد للفلول في حوار القوى المدنية رغم صدور قرارات وطنية واقليمية ودولية تمنع مشاركة المؤتمر الوطني وواجهاته.
مبادرة الايقاد والاتحاد الافريقي يحتاجها السودان وقد تم الترحيب بها ودعمها من قبل قوى الحرية والتغيير وقوى أخرى وهو السبب الذي جعل قادة من القوى السياسية والمدنية يقومون بزيارة بلدان الايقاد ومقر الإتحاد الإفريقي كأولوية. أن المسؤولين عن المبادرة الهامة للايقاد والاتحاد الافريقي يحتاجون لتحضير جيد وعدم مكافاة المؤتمر الوطني وواجهاته على دورهم في الحرب. حينما نقول ذلك فاننا لا نأخذ كآفة الاسلاميين بجريرة المؤتمر الوطني وواجهاته بل نفرق بينهم وبين الذين يقفون مع التحول المدني الديمقراطي ويقفون ضد الحرب كالمؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور علي الحاج.
أخيراً لكي يقوم المدنيين بدور فاعل في رسم صورة السودان القادمة فأن على مبادرة الايقاد والاتحاد الافريقي ان تفرق بدقة بين المدنيين الذين يدعون للحرية والسلام والعدالة والاستقرار والتغيير وبين الذين يدعون بقوة لإطالة أمد الحرب ويعملون ضد استقرار السودان والاقليم. أننا نحتاج لعملية لا يتم تصميمها على حساب ثورة ديسمبر وهو الهدف الرئيسي لحزب المؤتمر الوطني، بل نحتاج لحوار يخاطب جذور الأزمة التاريخية ويعالج قضايا المواطنة بلا تمييز والوحدة في التنوع واستدامة السلام والتنمية والديمقراطية وبناء جيش قومي لا يتبع لاي حزب، نحتاج لعملية توصلنا لحلول مستدامة لا لمكافاة الذين عملوا ضد استقرار السودان وضد استقرار من هم أبعد.
الأول من أغسطس ٢٠٢٣