تشهد ساحة العمل السياسي حراكا كثيفا من قبل القوي المدنية من اجل ايقاف الحرب والعودة لمسار الانتقال الديمقراطي. حيث شهدت العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات للمجلس المركزي لقوي إعلان «الحرية والتغيير» مع مسؤولين في الجامعة العربية، كما عقد السفير الأمريكي في الخرطوم، جون غودفري، لقاءات مع القوى السياسية والمدنية في القاهرة.
ومن جهته كشف القيادي في «الحرية والتغيير» رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، عن اتصالات يجريها الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقا المعروفة ب«الإيغاد» من أجل الدعوة إلى حوار بين الأطراف المدنية السودانية في 25 أغسطس الجاري، لذات الغرض وهو إنهاء الحرب وعدة السلام والاستقرار للبلاد عبر حكومة مدنية تقود الانتقال.
وحذرعرمان من تحركات حثيثة من قبل منسوبي النظام البائد لمشاركة حزب «المؤتمر الوطني» المحلول وقوى معادية للانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأشار إلى أن الاتصالات التي تقوم بها المنظمات الأفريقية لتوحيد القوى المدنية ودعوتها لحوار وطني في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بمشاركة الإيغاد، تمضي في ظل غياب التحضير الكافي للمشاركة الواسعة لقوى التغيير وقوى الثورة السودانية بفعل ظروف الحرب وعوامل أخرى.
وأبان إن هناك توجهات تؤكد مشاركة “إسلاميي المؤتمر الوطني” وواجهاته والقوى المعادية للانتقال الديمقراطي في هذا الحوار، مشددا على أن ذلك سيعيد تكرار تجربة اجتماع «فندق سلام روتانا»- التي وصفها بالفاشلة في العاصمة الخرطوم والتي قاطعتها قوى التغيير.
ويشار الي ان هذه المحادثات قد تعثرت بعد مقاطعتها من جانب المجلس المركزي لـ«الحرية والتغيير» و«لجان المقاومة» «وتجمع المهنيين»، بالإضافة إلى «الحزب الشيوعي»، احتجاجا على مشاركة مجموعات موالية للنظام السابق.
وقال عرمان، في بيان أمس الثلاثاء إن «دعوة حزب المؤتمر الوطني وحلفائه وواجهاته، ستكون بمثابة مكافأة لهم على إشعال الحرب في السودان وموقفهم المعادي لهيئة “لإيغاد” و”الاتحاد الأفريقي”، بالإضافة إلى العقود التي أمضوها في النشاط التخريبي ضد الاستقرار في بلدان “الإيغاد”.
وأكد عرمان أن مشاركة عناصر النظام السابق في هذا الحوار لن تؤدي إلى استقرار السودان أو الإقليم، وستكون انتصارا للنظام السابق الذي عمل على تخريب الفترة الانتقالية وسعى لانقلاب 25 أكتوبر 2021م وفشل في إقامة حكومة نتيجة للرفض الشعبي وبعد فشله قاد البلاد إلى الحرب.
وذكر بأن حزب المؤتمر الوطني قام بتكليف وزيري الخارجية السابقين، إبراهيم غندور والدرديري محمد أحمد وآخرين للعمل على إجراء اتصالات إقليمية ودولية لحجز مقعد للنظام السابق في حوار القوى المدنية رغم صدور قرارات وطنية وإقليمية ودولية تمنع مشاركة المؤتمر الوطني وواجهاته.