حذرت منظمات إقليمية ودولية معنية بحماية الطفولة، من تصاعد المخاطر التي تواجه الأطفال في السودان، فيما توقف 100 مستشفى عن العمل في الخرطوم بفعل الحرب المستمرة للشهر الرابع على التوالي.
وأدت الحرب إلى إجبار أكثر من مليون طفل، على النزوح من ديارهم مع أُسرهم، وذلك جنباً إلى جنب مع مقتل وجرح آلاف آخرين، فضلاً عن تعرض مئات الآلاف من الأطفال السودانيين، لانتهاكات، وفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”.
وحرمت الحرب، ملايين الأطفال، من الحصول على الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التعليم والغذاء والرعاية الصحية، وذلك بعدما أدى تواصل المعارك في المناطق الآهلة بالسكان، إلى إجبار المدارس ودور الرعاية والمرافق الطبية والمحال التجارية، على إغلاق أبوابها، سواء جراء الدمار الذي لحق بها، أو إثر تعرضها لعمليات سلب ونهب.
وحذر خبراء، من أن الحرب الراهنة، تفضي لأن يصبح الكثير من الأطفال السودانيين، عرضة للاستغلال بصور متنوعة، ويزيد في الوقت نفسه، أعداد من يعيشون منهم من دون ذويهم، بما يفوق بشكل كبير عدد من عانوا من ذلك، قبل اندلاع الحرب، ممن تشير التقديرات إلى أنهم كانوا يمثلون وقتذاك، ما تتراوح نسبته ما بين 3 و5 %، من الصغار النازحين بداخل البلاد. ومن بين المخاطر التي تُحْدِق بالأطفال غير المصحوبين بذويهم، والذين لا تتوافر حتى الآن أي حصيلة دقيقة لأعدادهم، الاختطاف والوقوع ضحايا لعصابات الإتجار بالبشر، بالإضافة إلى التعرض للاعتداءات والعنف بشتى أنواعه، والتبعات المستقبلية، للانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال السودانيون، في خضم المعارك الحالية، والتي تُعيد للأذهان، ما شهده إقليم دارفور، من جرائم خلال العقد الأول من هذا القرن. وأشاروا إلى أن التقارير التي تعدها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بشأن ما يترتب على الاقتتال في السودان، من تبعات كارثية على الوضع الإنساني، تكشف عن أن الصغار هناك، يتعرضون لكل أنواع الانتهاكات، خاصة وأنهم يمثلون الشريحة المجتمعية الأضعف، في ظل الظروف الراهنة.
وسبق أن أعلنت منظمة «اليونيسف» المعنية بحماية الطفولة، أن البيانات المتوافرة لديها، تُظهر أن المعارك في السودان، أسفرت خلال المئة يوم الأولى منها، عن مقتل أكثر من 430 طفلاً، وجرح ما لا يقل عن 2025 آخرين، وذلك في بلد يحتاج فيه قرابة 14 مليون طفل، إلى الدعم الإنساني. وفي سياق متصل، أكد وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، أن نحو 30 مستشفى فقط من أصل 130، لا تزال تعمل في ولاية الخرطوم وسط ظروف معقدة وصعوبات كبيرة. وأضاف إبراهيم في تصريحات صحفية، أن أكثر الولايات التي تأثرت جراء الأزمة، هي الخرطوم ودارفور، موضحاً أن ولاية الخرطوم تأثرت صحياً بشكل مباشر وكبير.