الفتور العاطفي بعد الزواج: مسؤولية من؟
نورالدين مدني أبوالحسن
- وصلتني رسالة غاضبة من س.ح من القضارف معقبة على كلام الناس إتهمتني فيها بالانحياز للأزواج وتحميل الزوجات مسؤولية فتور العلاقة الشرعية رغم أن المسؤولية مشتركة بين الطرفين .. الرجل والمرأة.
*إستنكرت س.ح القول بأن بعض الزوجات يحملن معهن كامل تركيبتهن المعقدة‘ وقالت : وكأن الرجل السوداني برئ من تركيبته التي يحملها هو أيضاً معه في الخارج‘ رغم أن الحياة الزوجية مليئة بالمظالم والأخطاء التي يرتكبها الأزواج في حق زوجاتهم داخل السودان وخارجه.
*قالت أيضاً أنها لاحظت أن الازواج يكثرون الشكوى من زوجاتهم ولا يكتفون بذلك بل إنهم سرعان ما يبحثون عن زوجة أخرى او خيانتها خارج إطار الزوجية‘ لكنك تتجاهل كل ذلك وتصوب إتهامك للزوجات اللاتي يتحملن في كثير من الأحيان مساوئ وأخطاء الأزواج من أجل المحافظة على الأسرة وحماية الاطفال ومستقبلهم.
*مضت س.ح قائلة : لماذا تدفنوا رؤوسكم في الرمال أيها الرجال وتسعون بأنانية واضحة لحل مشاكلكم على حساب الزوجات الصابرات اللاتي اقتسمن معكم الحياة بحلوها ومرها‘ وعندما يكبرن وتقل همتهن لسبب أو لاخر تحاولون القفز من سفينة حياتكم الأسرية بدلاً من الصبر معهن والتعاون معاً للوصول بها إلى بر الأمان.
*بالله عليك .. لماذا تحصرون كل همكم في العلاقة الجسدية وتنسون العلاقات الإنسانية الاخرى التي ربطت بينكم برباط وثيق من الأولاد والبنات‘ والشراكة الإجتماعية التي بنيتموها معاً بروابط عائلية وأهلية ممتدة وسط الأهل و المجتمع .
*أنا لاأنكر أهمية العلاقة الجسدية في الحياة الأسرية لكنها ليست كل شئ‘ وحتى هذه العلاقة لاتفتر من طرف واحد‘ وهناك أسباب كثيرة تتسبب في فتورها‘ وقد لا تشتكي منها الزوجات‘ لكنك سرعان ما تنحاز للزوج الذي لا يتردد في هجر الزوجة لأتفه الأسباب.
*إختتمت س.ح رسالتها الغاضبة قائلة : لماذا لاتفتح الباب أمام النساء للدفاع عن أنفسهن أو على الأقل للإستماع لرأيهن في أسباب فتور العلاقة العاطفية بعد الزواج‘ أوالطلاق العاطفي كما تقولون.
*إندهشت لهذه الهجمة الضارية من س.ح لكنني أحترم إقتراحها الداعي لفتح أبواب كلام الناس للزوجات للإستماع لرأيهن في أسباب الفتور العاطفي بعد الزواج‘ وها أنذا أضم صوتي لصوتها وأدعوكم جميعاً حتى الذين مازالوا على أبواب الزواج من الجنسين للتداول المفتوح حول هذا الامر الحيوي الذي يهمكم /ن.
*ها أنا ألقي بكرة النقاش في ملعب الجميع ليس بهدف المحاورة الداخلية وتبادل ركلات الإتهام‘ وإنما لإلقاء الضوء على أسباب الفتور العاطفي بين بعض المتزوجين‘ وأعدكم بنشر كل ما يصلني من الطرفين – دون ذكر أسماء بالطبع – للإسهام معاً في حماية الأسر من المنغصات والتوترات التي قد تفقدها عوامل الإستقرار والإستمرار والحيوية الحياتية.