عزى الخبير الامني والعسكري صالح جودة في تصريحات صحفية لصحيفة “التحرير” الالكترونية ان تاخر اتفاق وقف اطلاق النار في جدة الى ما اسماه المعركة الاخيرة التي تحسن الموقف التفاوضي لطرفي النزاع الجيش السوداني والدعم السريع.
وابان الجيش يترك حرية الحركة لقوات الدعم السريع بهدف ان يتجمعوا بمكان واحد بدلا من انتشارهم على إمتداد العاصمة حيث القدرة على المناورة تكون لديهم أكبر.
وقلل جودة من القيمة العسكرية لحصار الدعم السريع لمقار الجيش مثل معسكر المدرعات بالشجرة او سلاح المهندسين،مبينا ان هذه المقار يمكن ان تصمد لسنوات ولا يستطيع الدعم السريع دخولها او السيطرة عليها بل يستنزف قواه ويخسر خطوط إمداده
وكان الجيش السوداني قد أعلن ، الأربعاء، أن التفاوض مع قوات الدعم السريع متوقف حاليا، وأن وفده التفاوضي ما زال موجودا في البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، في بيان مقتضب، إن “الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح ووفدنا لا يزال موجودا بالبلاد والمفاوضات متوقفة حاليا.”
وعلي صعيد القوي المدنية ذكرت صحيفة “سودان تربيون” أن القيادي بقوى اعلان الحرية والتغيير، بابكر فيصل، رجح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد قريبا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح فيصل أن” المفاوضات في منبر جدة تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
وأضاف أنه “تم التوافق على سحب القوات والمظاهر العسكرية من المناطق ومنازل المواطنين والمؤسسات الخدمية وسيتم تنفيذ ذلك عقب التوقيع النهائي على الاتفاق”.
وأشار بابكر فيصل إلى أن نقاط الخلاف بين الطرفين المتنازعين من الممكن تجاوزها والتي تنحصر في تمسك قوات الدعم السريع بالاحتفاظ بمناطق تمركزها في المقارن العسكرية والمؤسسات السيادية ونشر ارتكازات عسكرية في الطرق.
وكان الجيش السوداني قد أعلن الخميس الماضي، عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ مايو الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
وما زالت الخرطوم، تشهد معارك شرسة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في محاولة للسيطرة على مساحات جديدة.
ومع اقتراب نهاية شهرها الرابع، وحصدت الحرب أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم من المدنيين، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد. وقبل يومين أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية تمديد إغلاق المجال الجوي أمام كافة حركة الطيران حتى 15 أغسطس باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء” بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة