خمسة أيام في بريمن بألمانيا
قبل نهاية شهر تموز خرجنا من أمستردام بالباص إلى مدينة بريمن ، المسافة طويلة أكثر من ٤٠٠ كم والذي يخفف وعثاء السفر جمال الطبيعة والجو اللطيف، ولم ندرِ متى دخلنا الأراضي الألمانية فلا حدود ولا جنود ولا شعارات وطنية ولا قومية ولا صور لبلد زعيم هولندا ولا ألمانيا!
وصلنا قبل غروب الشمس بساعتين مع رذاذ المطر وصفاء الجو .
مكثنا خمسة أيام في المدينة وزرنا معالمها الجميلة ولا سيما المدينة القديمة التي تمتاز بشوارعها الضيقة ومبانيها التي يعود معظمها إلى القرن السادس عشر وفي هذه المدينة القديمة عدد من الفنادق والمطاعم والصناعات اليدوية كالصابون والحلويات وغيرها .
في وسط المدينة تمثال لرولاند الذي كان يحرض سكان بريمن للتطوع في الحروب الصليبية ويقابله كنيسة قديمة تحتوي على أعلى برج بالمدينة وبالقرب منها البرلمان المحلي والبلدية وعدد من المباني الحكومية والأسواق الحديثة.
بريمن مدينة صغيرة هادئة وادعة سكانها حوالي ٦٠٠ ألف نسمة يتوزعون على مساحة كبيرة وفيها جامعة ومصنع كبير لسيارات المرسيدس زرته من سنوات ولم أزره هذه المرة بسبب سوء الأحوال الجوية .
كانت المدينة فيما سبق تشتهر بصناعة السفن والآن صارت من أشهر المدن التي تصنع اليخوت إذ يمر في وسط المدينة نهر كبير اسمه نهر الفيزر .
زرت روضة أطفال غريبة من نوعها تتكون من أكثر من ١٠ آلاف متر مربع فيها عدد كبير من الحيوانات الأهلية كالخيول والحمير والخراف والماعز واللاما والكلاب والقطط وغيرها يتعايش الطفل في هذه الروضة مع الحيوانات يطعمها ويسقيها ويلاعبها مع تلقي النزر اليسر من العلم وهي أشبه بكلية الزراعة.
في المدينة عدد لا بأس به من العرب والمسلمين يقدرون بعشرين ألفا لهم حوالي ٣٥ مسجدًا ومركزا إسلاميا للصلاة وتلقي العلم للصغار والكبار يومي السبت والأحد وأشهرها جامع الفاتح وآية صوفيا وجامع الدعوة والمركز الإسلامي في بريمن وغيرها .
ودعنا بريمن صباح اليوم متجهين إلى السويد بالقطار والسفينة من ميناء روستك وقد تركنا أحبة وبانتظار لقاء أحبة آخرين.
