*حرصت على تلبية الدعوة التي وصلتني من الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي لحضور مهرجان الجواهري الثالث .. دورة مظفر النواب‘ الذي نظمه الصالون الثقافي للمنتدى بقاعة إليزابيث بنادي ماونتز بسدني في عام مضى.
*أتاح لي هذا المنتدى الذي أقيم تحت شعار ” سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى” قضاء أمسية أدبية عراقية متميزة‘ ليس فقط بالمشاركات الثرة التي إستمعنا فيها لروائع شعرية من نخبة من الأدباء والشعراء‘ وإنما بالروح التي أحسسنا بها وسط هذا الحضور النوعي الذي أكد أن العراق رغم النزاعات الانية قادر على التوحد والإنسجام الإجتماعي تحت مظلة الإبداع العراقي الخصيب.
*هذا ماعبر عن الدكتور أحمد الربيعي في كلمته الإفتتاحية للمنتدي التي رحب فيها بالحضور الذي إحتشد من كل أنحاء سدني بمختلف مكوناتهم لحضور هذه الفعالية العراقية‘ وهو يقول أنه في رحلة العمر الطويلة مابين منافي الوطن وأوطان المنافي لم يكن له رفيق في حقائب الترحال غير ريل مظفر النواب – جيفارا الشعر الشعبي العربي – وما أظن أن أرضاً رويت بالدم والشمس كأرض العراق.
*لايمكن إستعراض فقرات هذه الأمسية الغنية بالإبداع‘ لكن لابد من التوقف عند شهادة رفيق درب المحتفى به الشاعر يحي السماوي الذي أتحفنا بمقاطع شعرية في بدء فعاليات المنتدى قبل ان نستمع للشاعر وديع سعادة والأديب انطوان قزي والشاعر عبد الكريم قاصد.
*بعد ذلك شاهدنا فيلماً توثيقياً بعنوان “مظفر النواب.. حداثة الشعر الشعبي العراقي”من إخراج حسين زيد حكى لنا جانباً من مجاهدات ونضال مظفر ومعاناته من الملاحقات التي ظلت تطارده حتى في المنافي‘وتضمن الفيلم مقاطع حية من شعر النواب.
*قدمت السيدة إلهام داود شهادة حية عن فترة وجوده بأستراليا التي جاءها متخفيا بجواز سفر ليبي وبإسم مستعار‘ وكيف أنه كان محل حفاوة وتقدير توجها البرلمان الأسترالي بسدني بتكريمه في جلسة مشهودة.
*إستمعنا بعد ذلك لعدد من المقاطع الشعرية من الشاعرة بلقيس حسن والشاعر أديب كمال الدين والشاعر وديع شامخ والشاعرة سحر كاشف الغطاء كما إستمعنا إلى شهادات أخرى من داخل العراق وخارجه من الشاعر رياض النعماني والشاعر ريسان الخزعلى والتشكيلي حيدر عباس والأديب فهيم سليم.
*فاتني أن أذكر أن الأمسية كانت مصحوبة بمعرض تشكيلي جماعي لنخبة من الفنانين التشكيليين العراقيين والعرب‘ إضافة لمعرض الكتاب العربي‘ وقد تم تكريم عدد من الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين الذين شاركوا في هذا المهرجان.
*كان مسك الختام فقرة غنائية أحياها المطرب رائد عادل مع الفرقة الموسيقية بقيادة عماد رحيم وعبدالله خوشناو وسط تجاوب كبير من الحضور النوعي الذي اكد أن الشعب العراقي قادر على تجاوز تداعيات نزاعات الحاضر وبناء دولة العراق الديمقراطية بجميع أبنائه بمختلف مكوناتهم.
- تحية مستحقة لمنتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي درج على تنظيم مثل هذا المهرجان باسم الجواهري‘ يحتفلون فيه برموز وقامات بلدهم ويسهمون في نفس الوقت في المحافظة على النسيج الإجتماعي العراقي عبر هذه المهرجانات الجامعة.