في هذا البوست يحتج الاستاذ منتصر على القول ان الدعم السريع يتم الإنفاق عليه من أموال دافع الضرائب السوداني ، ولا يكتف بذلك بل يجعل من الدعم السريع صاحب اليد العليا على الدولة السودانية فهو من ينفق عليها وليس العكس !! ويستدل على ذلك بالمليارات التي أودعها حميدتي في بنك السودان إبان الفترة الانتقالية!
وطبعا هذه مغالطة من العيار الثقيل! معلوم لدى كل مراقب ان مصدر مليارات الدعم السريع هو تهريب الذهب السوداني الذي يجب أن يكون ثروة قومية تغذي الخزينة العامة، ولكن بسبب تفاهة وحقارة وفساد نظام الإنقاذ الذي دمر الدولة السودانية ومن ابرز تجليات هذا الدمار الاستيلاء على الثروات القومية لشعب يسحقه الفقر ، وإدارة عوائدها لصالح النخب العسكرية والامنية من جيش ودعم سريع وامن شعبي ولوردات حرب، بعيدا عن وزارة المالية ، فنشأت شركات الدعم السريع الضخمة التي لا تدخل ايراداتها إلى وزارة المالية، ونظرا للحصانات المطلقة للاجهزة الأمنية والعسكرية لا حسيب ولا رقيب على انشطتها الاقتصادية!
استنزف الدعم السريع أموال دافع الضرائب السوداني فعلا لان ٢٥ الف جندي من جنوده كانوا يصرفون مرتبات من وزارة المالية التي لا يدخل الدعم السريع ايرادات شركاته المستثناة من مراجعة المراجع العام ، وفي عهد الفترة الانتقالية وتحديدا عندما كانت وزيرة المالية السيدة هبة قفز عدد جنود الدعم السريع الذين يصرفون مرتبات من وزارة المالية إلى خمسين ألف جندي!!
وبمجرد ان بدأ تصعيد قضية ولاية وزارة المالية على المال العام بشكل جدي انقلب البرهان وحميدتي على الحكومة الانتقالية وكان على رأس الدوافع الاقتصادية للانقلاب استدامة السيطرة على مورد الذهب الذي يتم تهريبه بعشرات الاطنان إلى روسيا والإمارات عبر المطارات وتحت حماية العسكر من جيشنا المهدر لمالنا ودمنا والدعم سريع شريكه في ذلك والذي تفوق عليه!
اكبر مصيبة في هذا البوست هي محاولة تصدير فكرة ان المليشيا صاحبة يد عليا على الشعب السوداني!
ابدا والله ، المليشيا مدينة لهذا الشعب بثروة قائدها حميدتي التي قدرها موقع تابع لوزارة الدفاع الامريكية بسبعة وثلاثين مليار دولار ، وفي عنق المليشيا دماء سودانية واموال سودانية عامة هي عائدات الذهب الذي يجب أن تملكه الاجيال الحاضرة والمستقبلية لانه ثروة قومية ، واموال خاصة هي ما تم نهبه خلال هذه الحرب اللعينة من منازل وسيارات ومدخرات أسر مكافحة لا علاقة لها بحربكم هذه.
كيف نصدق ان الدعم السريع نصير للدولة المدنية الديمقراطية وهو يتحدث بمنطق مفارق لطبيعة الدولة الوطنية نفسها! يستنكر تذكيره بفضل دافع الضرائب وتغيب عنه فكرة ” الثروة القومية”!
يمكن بسهولة ان نستنتج من هذا البوست، اننا كشعب سوداني يجب أن نستعد لنظام استبدادي مليشياوي على انقاض نظام الكيزان، ويجب أن نقبل ذلك بروح رياضية لان الدعم السريع هزم الكيزان عسكريا وتصدق على الخزينة العامة السودانية بكم مليار!!
غايتو نحن كر علينا ووب علينا إلى حين اشعار اخر!!