الكذب سبب معاناتنا

▪️صدق الرسول الكريم عندما قال (المؤمن لايكذب).
والمؤمن هو المؤمن بالله والمؤمن بعقيدته ويمكن أن يكون المؤمن بوطنه والمؤمن بفكرته والمؤمن بثورته ايضا،فهل نحن مؤمنون حقاً؟
اﻹجابة عن هذا السؤال تكشف اتساع دائرة الكذب وسيطرته على معاملاتنا وتأثيره المباشر في حياتنا اليومية.
هناك من يكذب حتى علي نفسه، متجاوزاً وهو بالتالي لا يبالي فى خداع اﻵخرين، واختلاق اﻷكاذيب واﻷوهام ليسهم فى تدمير نفسه ومجتمعه ووطنه.
▪️ ليتنا جربنا إحصاء أكاذيبنا فى كل يوم قبيل الخلود إلى النوم، ربما تساعدنا تلك الطريقة في محاولة تقليص مساحات الكذب في حياتنا، وبالتالي مساعدة مجتمعنا ووطننا في التخلص من هذه اﻵفة التى كادت أن تذهب بكل شيء حتى الوطن نفسه؛ ﻷن الكذب يقف وراء كل مشاكلنا، والخلافات اﻷسرية، والصراعات القبلية،والتجاذبات السياسية ،والمعاناة اﻹقتصادية .
وبالتأكيد لن يتقدم وطن يمضي على وقع اﻷكاذيب، يكذب قادته وساسته وتجاره ودعاته وإعلامه وحتي فقرائه البائسين.
▪️ ربما يبدو للبعض أن ما نكتبه هنا مجرد تنظير ليس إلا، ولن يجدي الحديث عن واقع يصعب تغييره، ولكن الحقيقة تقول إن الواقع نصنعه نحن بسلوكنا الشخصي الذى يشكّل مع السلوك المماثل للأخرين الواقع الذى نعيشه، والتصحيح للواقع المأزوم يبدأ من مواجهة أنفسنا بهذا السؤال (هل نحن مؤمنون حقا؟) فإذا كانت اإجابة نعم، فكيف يستقيم ذلك مع قول الرسول الكريم ( المؤمن ﻻيكذب ابداً)؟،فكيف تكون أنت مؤمناً بالله وأنت تمارس الكذب اليومي وتجعله منهجاً للحكم والمعاملات والكسب اليومي للرزق؟
وكيف تكون مؤمناً بوطنك، وأنت تخونه بالجشع والطمع، وتعويق كل محاولة لتصحيح مساره، والحفاظ على امنه وسلامه وموارده؟
▪️ سينصلح الحال إذا تخلّص قادتنا وساستنا وحتي شبابنا الثائرون من الكذب والتضليل، وستزول أزماتنا إذا التزم تجارنا داخل اﻷسواق بالصدق، وتخلوا عن الجشع والكسب الحرام. وغادر دعاتنا محطة استخدام الدين وسيلة للتكسب الرخيص بدلاً من توظيفه لتطهير المجتمع من كل سلوك ردئ، ونشاط ضد مصلحة الناس .

mhgoub33@gmail.com