مدرسة إبراهيم العبيد بقرية النوبة تكمل عامها المئة
30 أغسطس 2023
لا توجد تعليقات
*يروي الاستاذ علي لطفي (عليه رحمة الله)من اعيان مدينة رفاعة أن والدهم الاستاذ محمد عبد الله قوي(شيخ لطفي)حل ضيفاً على معلمه الشيخ محمد اسماعيل بقرية النوبة بولاية الجزيرة وكان يومذاك يعمل مفتشاً للمدارس الصغرى، قضى الشيخ لطفي ليلته مع الشيخ محمد اسماعيل ورأي في منامه أن المصطفى عليه الصلاة والسلام يهديه سبحة وطاقية بيضاء.. وفي صباح اليوم التالي جاءه استاذه محمد اسماعيل بذات الطاقية والمسبحة التي راها في منامه وطلب منه الفكي ان يسلك طريق المتصوفة لكنه أصر أن ياخذ الطريق من أهله الصادقاب فظلت الرؤية تتكرر له ،فجاء راجعاً ونال الطريقة على يد أستاذه وشيخه محمد اسماعيل الرواية اعلاه تؤكد ان تاريخ التعليم النظامي في قرية النوبة بدأ مبكرا ويعود الفضل فى ذلك للشيخ طه حمد، وكان رجلا مبادرا يقرا المستقبل بعينه ثاقبة وقلب مفتوح ويده باسطة بالخير العميم وبمعايير زمانه يعد رجلا عبقريا متفتح الذهن،بعيد النظر ،وفى رواية اخري كان اميا لا يقرا ولا يكتب لم استوثق من صحة الرواية) لكنه كان مثقفا مستنيرا حيث اقنع السلطات يومذاك ان تصدق له بمدرسة أولية باسم النوبة الاولية فى العام ١٩٢٣م ونجح في إفتتاحها في منزله بجوار المسجد العتيق في العام ١٩٢٩م . ويروي اسماعيل محمد اسماعيل لبرنامج دنيا بتلفزيون السودان فى العام ٢٠٠٩م ضربة البداية للمدرسة ،بدات بعدد محدود من الطلاب يمثلون الدفعة الاولى في المدرسة منهم كرار صباحي والفكي محمد اسماعيل وشيخ جيلان واخرين وأغلقت المدرسة فى العام ١٩٣١م لقلة الطلاب وانتقلت للمسيد).
*وتروى بعض المصادر ان السبب فى نقلها يعود الي غيرة بين مواطني النوبة والمسيد حول المدرسة وأنحازت إرادة احد المسؤولين في التعليم لصالح تحويل المدرسة الي اهله بالمسيد ويروى أن المسؤول قد اعطى تلاميذ المدرسة اجازة لمساعدة ذويهم فى الزراعة فى اليوم الذي كان مقررا فيه لزيارة مفتش التعليم للمدرسة وعندما سُئل المسؤول عن سبب غياب التلاميذ أشار الي عدم رغبتهم فى التعليم لانشغالهم بالزراعة مع ذويهم وعلى ضوء ذلك وافق المفتش على نقل المدرسة لقرية المسيد. *تحمل المدرسة الان اسم الاستاذ ابراهيم العبيد احد رواد التعليم في السودان وهو من خريجي كلية غردون وقد ألتحق معلما بوزارة التربية وتنقل في معظم ولايات السودان وترقي في سلم الوظيفة حتي وصل الي مفتش تعليم قبل أن يختم مسيرته التعليمية بمدرسة النوبة التى حملت اسمه تخليدا لدوره الرائد العملية التعليمية ويؤكد الاستاذ اسماعيل المبارك (عليه رحمة الله)وقد عمل مديرا للمدرسة إن إرادة المواطنين بالنوبة ورغبتهم الملحة في التعليم أدت إلى بناء مدرسة جديدة وبدعم شعبي بعد نقل المدرسة الاولي للمسيد وتم جلب الطوب لبنائها من قرية الجريف شرق على ظهر المراكب وافتتحت المدرسة للمرة الثانية باسم (مدرسة النوبة الابتدائية) فى العام ١٩٣٩م.
*ارتبطت مدرسة ابراهيم العبيد في تاريخها الطويل بتلاميذ أسهموا في بناء نهضة السودان،منهم المقرىء بالاذاعة السودانية الشيخ محمد بابكر القريش والعميد(م)عبد الله الشيخ الهادي أول دفعة في الكلية الحربية السودانية وشارك كضابط في قوات حفظ السلام في الكنغو، والاستاذ محمد العبيد اسماعيل من اوائل الجامعيين الذين التحقوا بالاذاعة السودانية وتدرج فيها حتى وصل مراقب عام الاذاعة السودانية ووكيلا لوزارة الرعاية الاجتماعية فى عهد نميري وحسن عباس التوم مدير عام وقاية النباتات الاسبق أ.د.محمد بخيت سعيد مدير هيئةالبحوث الزراعية والاستاذ عمر محمد اسماعيل محافظ النيل الازرق فى حكومة مايو ومعتمد اللاجئين والاستاذ يوسف عثمان محافظ النيل الابيض فى حكومة مايو والحاج احمد يوسف مقدم برنامج(ادب المدائح)وموسي عبد الرحيم سفير السودان بعدد من الدول منها العراق وكندا والجامعة العربية وعبد الكريم احمد يوسف السفير بوزارة الخارجية اخرها سفير السودان بجزر القمر والاستاذ النور الانقاري أحد رواد الحركة المسرحية فى السودان ومن زملائه عوض صديق واسماعيل طه والفقيه الشيخ الهادي الذي كان ملما بالعلوم الشرعية ويعد مرجعا فى الافتاء.
*تكمل مدرسة ابراهيم العبيد هذا العام ٢٠٢٣م عامها(المائة) وهذا ارث تليد وتاريخ مجيد ونناشد اهل النوبة كافة وخريجي المدرسة للاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي يؤرخ لتجربة تعليمية تستحق الاحتفاء بها على نطاق واسع ويكون ذلك بتعظيم دورها واعادة تعميرها وتوقير معلميها وتوفير معينات التدريس لتلاميذها كما نادى بذلك الشاعر معروف الرصافي :- ابنو المدارس واستقصوا بها الأملا حتي نطاول في بنيانها زحلا. جودوا عليها بما درت مكاسبكم وقابلوا باحتقار كل من بخلا. إن كان للجهل في أحوالنا علل فالعلم كالطب يشفي تلكم العللا سيروا إلى المعلم فيها سير معتزم ثم اركبوا الليل في تحصيله جملًا. لا تجعلوا العلم فيها كل غايتكم بل علموا النشء علمًا ينتج العملا هذه مدارسكم شروى مزارعكم فأنبتوا في ثراها ما علا وعلا. لا تتركوا الشوك ينمو في منابتها أعني بذلكم الأهواء والنحلا. وأسسوها على الأعمال قائمةً ممهدين إلى المحيا بها سبلا. يلقى بها النشء للأعمال مختبرًا وللطباع من الأدران مغتسلًا. ويشير الاستاذ عثمان عبد الصادق الي تقدير اهل قرية النوبة لرواد التعليم ولمن كان لهم الفضل في نهضة التعليم فسميت المدارس الاساسية الاربعة علي التوالي باسماء الشيخ الهادئ و،ابراهيم العبيد لمدارس البنين والفكي محمد اسماعيل وطه حمد لمدارس البنات.